استقبلت المكتبة الوطنية بالرباط مساء الجمعة المنصرم الباحث السيميائي طائع الحداوي لتقديم كتابه الصادر مؤخرا تحت عنوان «النص و المفهوم « . وقد شارك في هدا التقديم كل من الاستاذ نورا لدين صدوق والروائي محمد صوف بالإضافة إلى الاستادة سمية وقاص . في بداية اللقاء كانت كلمة الأستاذ صدوق تأكيدا لمسار الباحث العلمي في مجال السيميائيات كما كانت اعترافا بالمجهود الملتزم بقضايا الأدب في المغرب الذي ابتدأه الأستاذ الحداوي منذ ما يناهز ثلاثة عقود عمل خلالها على إصدار العديد من البحوث والدراسات النظرية و التطبيقية حملتها مجموعة من المؤلفات شكلت في مجموعها مرجعية مميزة ستغني بلا شك الحقل الأدبي بالمغرب . في نفس السياق، ستكون مقاربة الروائي محمد صوف صورة تقريبية لهيكلة المؤلف الشكلية الموزعة بين قسم نظري وآخر تطبيقي يستقرئ فيه الكاتب مجموعة من النصوص من أجناس أدبية متباينة تجمع بين الشعر و الرواية و أدب الرحلة والترجمة ،منتقيا لهدا الغرض بعض الأعمال لمبدعين من المغرب والمشرق. وفي هدا الإطار، تناول الباحث باحتفاء دلالي لرواية برهان العسل لسلوى النعيمي و محن الزيين شامة لسالم حميش كما تضمنت الدراسة التطبيقية كذلك أعمال كل من وفاء العمراني ممثلة بالأنخاب وثريا مجدولين من خلال ديوانها «متعبون». وفي محاضرتها القيمة ستعمل أستاذة السميائيات سمية وقاص باستجلاء بعض من إشكالات الدرس السيميائي بكل ما يتضمنه من دسم نظري و منهجي لتكشف لنا عن الجهد النظري المبذول من طرف الباحث الأكاديمي في الحفر الاركولوجي لبنية النص الدلالية باختلاف حامله المعتمد في إنتاج المعنى ليشيد بهذا العمل صرحا نظريا يرصد فيه التفكير السيميائي في المغرب. فطائع الحداوي من خلال مقاربته البنيوية ومن خلال مجموعة من الانتاجات الإبداعية يضع مفهومه للنص بانفتاح جديد على النظريات الحديثة وكذا بالمناهج المعاصرة ممثلة في البنيوية التكوينية و الشكلانية الروسية بالإضافة إلى سيميائية الأمريكية, ليجعل بهذا الغنى والتنوع النص والنتاج الأدبي والإبداعي بصفة عامة مجالا حيويا يوفق فيه بين النظريات السوسيو أدبية ليتمكن الباحث بهذا الجهد الشامل من أن يضع النص ضمن رؤية يلتحم فيها الأدب بالمجتمع و بكل الأطراف المشاركة فيه ليخلص في النهاية بالقول لنا بان النص ليس هو نسيج من العلاقات لكنه هو المعنى الذي يصبح هو ذاته نسيج. كما سيتطرق الاستاذ الحداوي إلى مفهوم جوهري في النقد الأدبي من خلال النظرية البنيوية التكوينية ذلك هو مفهوم الرؤية للعالم المستخلصة من دراسة الأعمال الكاملة للمبدع مع التأكيد على أن مفهوم الرؤية للعالم هاته ، لا يمكن ان تكون مكتملة في وجودها إلا بعد وفاة الكاتب لكن ليس اي كاتب بل الكونيين فقط هم من تصدق فيهم الدراسة النقدية من خلال مفهوم الرؤية للعالم.