قال المؤرخ الفرنسي روني غاليسو، إن إنتاج الفيلم الوثائقي «عبد الكريم وحرب الريف»، يندرج في إطار محاولة لإعادة كتابة التاريخ من منطلق مضاد للكولونيالية. وأوضح غاليسو أن الهدف من هذا الفيلم، الذي شارك في المسابقة الرسمية للدورة ال17 لمهرجان تطوان الدولي لبلدان البحر الأبيض المتوسط، هو إعادة النظر في بعض الوقائع التي قدمت على غير ما عليه. ويرتبط موضوع الفيلم، حسب المؤرخ الفرنسي، بالقضايا التي اهتم بها دائما كمؤرخ، والتي تشكل أيضا محور انشغالاته. وأبرز أن الفيلم يسلط الضوء على عبد الكريم الخطابي، و«يقرب المشاهد من شخصية هذا الزعيم من خلال عناصر تمنح هذا الفيلم أهمية، أبرزها الحديث عن جوانب جديدة من شخصية هذا الزعيم»، مشيرا إلى أن ثلاثة عناصر تمنح الفيلم أهمية قصوى وهي «كلام عبد الكريم الخطابي، والصور والموسيقى الجميلة». ويتحدث فيلم «عبد الكريم وحرب الريف»، الذي أخرجه الفرنسي دانييل كلينغ، عن هذه الحرب التي جرت ما بين1920 و1926 لصد تمرد قبيلة يتزعمها عبد الكريم الخطابي، وهي الحرب التي شارك فيها مئات الآلاف من المحاربين بإمكانيات هامة. وفي هذا الصدد، أشار المؤرخ إلى أن السينما، بمقاربتها لمثل هذه المواضيع، تتميز عن الشبكات وعن التلفزة، وذلك على اعتبار أنها تنأى عن نفسها عن المعنى الوحيد بفضل توظيف الصورة، وفي المقابل فإن خطاب التلفزة يقتضي حضور مقدم وميكروفون. يشار إلى أن روني غاليسو سبق له أن حضر أطروحة حول أرباب العمل الأوروبيين بالمغرب في فترة الحماية، وهي الأطروحة التي أعيد نشرها ضمن منشورات «إيديف». وكان المخرج دانييل كلينغ تلقى تكوينا بالمدرسة العليا للفنون الجميلة، وعمل ممثلا ثم مخرجا لأفلام تخييلية قصيرة، وأفلام وثائقية عرضت بمختلف القنوات والمهرجانات بعدة بلدان، وقد درس في عدد من المعاهد الجامعية.