فاز المهندس الإنجليزي ميشل موسوسيان بالمسابقة الدولية لإعادة تأهيل ساحة للا يدونة بالمدينة العتيقة بفاس، التي أطلقتها وكالة الشراكة من أجل التنمية (APP)، بتعاون مع وكالة التنمية، ورد الاعتبار لمدينة فاس (ADER-Fès)، وكتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية، وولاية جهة فاس بولمان، والجماعة الحضرية مشور فاس الجديد، في غشت 2010، في إطار تنفيذ مشروع الصناعة التقليدية لبرنامج MCA-Maroc، الممول من طرف هيئة تحدي الألفية. وقد خصصت للفائز بالمرتبة الأولى جائزة مالية قدرها 55.000 دولار أمريكي، بينما حصل الفريق لورا فاليري فيريتي، موريزيو مارسيلوني وفاليريا بوتي على الجائزة الثانية، التي حددت اللجنة المشرفة على المسابقة قيمتها في 40.000 دولار أمريكي. وبهذا تكون إيطاليا من أقوى المنافسين لدولة إنجلترا، التي فازت بمشروع إعادة إحياء الموقع التاريخي لساحة للا يدونة، الذي يرجع تاريخ بنائه إلى القرن 14 - 15، مع ترميم المنشآت الموجودة ذات القيمة تاريخية وهندسية، ووضع تصميم معاصر للفضاءات متجانس مع البصمة تقليدية للمجال المحيط، مستجيبا للديناميكية المتوخاة وللوظائف المتنوعة المنشودة. أما الجائزة الثالثة، التي حصرتها الجهة المشرفة في مبلغ 25.000 دولار أمريكي، فكانت من نصيب موكسون ارشيتكتس، مهندس إنجليزي هو الآخر. باقي المرشحين، الذين تمكنوا من بلوغ المرحلة الثانية، حصلوا على مبلغ جزافي قدره 40 ألف دولار أمريكي من القيمة الإجمالية للجوائز المخصصة للمباراة الدولية للهندسة من أجل إعادة الحياة بساحة للا يدونة، التي حددت في 440 ألف دولار أمريكي. هذا، ويسعى هذا المشروع، الذي خصص له غلاف مالي يناهز 697,5 مليون دولار أمريكي، إلى معالجة البنايات الآيلة للسقوط وترميم المباني الموجودة بالمنطقة ذات القيمة المعمارية التاريخية، مع وضع تصميم عصري يتماشى والطابع الهندسي للمدينة العتيقة، والذي من خلاله تتحول ساحة للا يدونة والتي تمتد على مساحة 7400 متر مربع، إلى مركب حيوي متعدد الخدمات يحتوي على فضاءات لأنشطة الصناعة التقليدية، ومتاجر ومقاهي ومطاعم، لجعل المدينة تنتج اقتصاديا ومؤهلة لأن تصبح قطبا متميزا للسياحة، وكذا لتحسين ظروف عيش الساكنة وإدماجها في المسارات الاقتصادية والاجتماعية والتراثية، وتأهيل النسيج الحضري والعمراني بها في أفق 2013. وقد قامت لجنة التحكيم، في وقت سابق، وتحديدا خلال شهر دجنبر 2010، باختيار 8 اقتراحات تعكس أكبر الإمكانيات التطويرية خلال المرحلة الثانية من المسابقة الخاصة بالمتبارين النهائيين، التي أفرزت، مؤخرا، تتويج المهندس ميشل موسوسيان من بين 1500 مهندس يمثلون 90 جنسية أجنبية، الذين أبدوا اهتمامهم بالمشروع من خلال التسجيل على الموقع الإلكتروني الخاص بالمسابقة، حيث قام مندوبو أزيد من 100 مكتب للهندسة بزيارة لساحة للا يدونة يوم 30 شتنبر 2010. وبعد مرور شهرين على عملية التسجيل، أسرعوا بوضع 176 مشروعا طبقا لمساطير تضمن سرية المتنافسين، كما تنص على ذلك شروط المسابقة، التي تم الإشراف عليها من قبل Phase Eins من برلينبألمانيا. للإشارة، فإن لجنة التحكيم ضمت نخبة من المهندسين الأجانب من ذوي الخبرة العالية لمؤهلاتهم الهندسية بما فيها الهندسة الإسلامية، والمدركين لخصوصية الحاضرة الإدريسية، كل من البروفسور مارك إنجيل من سويسرا، والدكتور ستيفانو بيانكا من نفس الدولة، والمهندسة المعمارية ميساء بثينة المعاني من الأردن، وزملائها ديفيد شيبرفيلد من المملكة المتحدة، وعمر فرخاني من المغرب، والأستاذ رودولفو ماشادو من الأرجتين، إلى جانب البروفسور ماتياس سوربروش من دولة ألمانيا، وعدد من المسؤولين الممثلين للسلطات المغربية والأمريكية. وقد تمت مساعدة لجنة التحكيم من قبل العديد من الخبراء التقنيين والمتخصصين في البيئة، مغاربة وأجانب، إضافة إلى أخصائيين في القضايا الاجتماعية.