شكل مشروع الإصلاحات الدستورية بالمغرب موضوع لقاء مناقشة نظم ، يوم الأربعاء ، برحاب جامعة ابن زهر بأكادير، بمشاركة ممثلين عن مختلف الأحزاب السياسية وفعاليات شبابية. واعتبر عدد من المشاركين في هذا اللقاء الذي نظمه ‹مركز الشروق للديمقراطية والإعلام وحقوق الإنسان› بشراكة مع الجامعة أن النقاش الذي فتح بين فاعلين سياسيين وشباب، مؤشر يعكس دينامية التغيير والتحول التي يعيشها المغرب، ودليل على أهمية المقاربة التشاركية لإنجاح ورش الإصلاح الدستوري. وأبرز محمد أوجار مدير مركز الشروق أن «الخطاب الملكي السامي لتاسع مارس أعطى انطلاقة ثورة إصلاحية هادئة وعميقة تفتح آفاقا هامة وواعدة «، مشيرا إلى أن اللقاء الذي حضره حشد كبير من الطلبة والمهتمين يندرج في إطار « قافلة الإصلاح الدستوري « التي تجوب عدة مدن في إطار المساهمة في المشاورات الواسعة الضرورية لإنجاح هذا الورش «الكبير والتاريخي» على حد سواء. من جهته، اعتبر إدريس لشكر عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أنه « من الأهمية بما كان أن يعكس الدستور الجديد الطريقة التي سيتمكن من خلالها كل مواطن مغربي من المشاركة بشكل حقيقي في تدبير الشأن السياسي « . وذكر لشكر من جهة أخرى بمختلف الإصلاحات الدستورية التي عاشها المغرب، مشددا في هذا السياق على أنها تعكس الدينامية السياسية المكثفة التي عاشتها المملكة, كما هو الشأن اليوم، وهو ما يؤكد ، بما لا يدع مجالا للشك ، أن المغرب « لا يتحرك انطلاقا من فراغ.» امحمد الخليفة عن حزب الاستقلال أبرز ضرورة أن يشكل الدستور الجديد « ثمرة نقاش على مستوى عال من النضج السياسي والاقتناع بضرورة الإصلاح « الذي يعيشه المغرب اليوم، معتبرا أن الخطاب الملكي يعد « علامة منيرة» في التاريخ السياسي للمغرب، داعيا الشباب إلى التعبئة، ليس فقط من خلال المسيرات وإنما عبر الانخراط الفعلي في الحياة السياسية، والمشاركة بفعالية في مختلف الاستحقاقات الانتخابية. من جهته نوه رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية سعد الدين العثماني بالشباب، لأنهم مكنوا المغرب - حسب قوله - من دخول «عهد جديد»، موضحا أن المغرب يعيش اليوم على إيقاع نقاش عمومي صريح وبناء يهم جميع القضايا ذات الأهمية بالنسبة للمملكة وفي مقدمتها مراجعة الدستور. وبعد أن شدد على أهمية الإصلاحات المتعددة التي أعلن عنها جلالة الملك في خطاب9 مارس، أكد العثماني على ضرورة تقوية سلطات الوزير الأول والحكومة، معبرا عن الأمل في أن تصبح الأمازيغية كلغة رسمية. وقد أجمع المشاركون في النقاش الذي أعقب تدخلات ممثلي الأحزاب السياسية ومن بينها أيضا التجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية، على التنويه بالإصلاحات الدستورية التي أعلن عنها جلالة الملك، معتبرين أنها تشكل خطوة هامة على درب ترسيخ ديمقراطية فعلية. واعتبرت «زهرة. ه» ، الطالبة بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير في هذا الصدد أن « جلالة الملك استجاب للتطلعات الكبرى للشعب المغربي والشباب بشكل خاص «. وأكد حاتم الراجي (24 سنة، حاصل على الإجازة في الحقوق) من جهته، عن تطلعه إلى مشاركة الشباب في النقاش الجاري حاليا بخصوص « الدستور الذي سينظم الحياة بمغرب الغد «، معبرا في الوقت ذاته عن ارتياحه لتحول الحرم الجامعي إلى قبلة لرجال السياسة من أجل بحث حوار حقيقي مع الشباب. كما عبر عدد من الحضور الذي يمثلون فعاليات طلابية وجامعية وجمعوية عن مواقفهم بكل حرية وشفافية بخصوص عدد من القضايا المتعلقة بالتدبير الحكومي وعمل البرلمان ونشاط الأحزاب السياسية، مشددين على ضرورة تشبيب النخب السياسية بالمغرب والنهوض بالحكامة الجيدة وترسيخ دولة الحق والقانون.