في تطور إيجابي للموقف الأمريكي من النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، أكدت أول أمس، وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، دعم واشنطن لمشروع الحكم الذاتي وتطلع بلادها لإيجاد حل سياسي للنزاع. وكانت كلينتون ووزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري قد عقدا مساء أول أمس ، ندوة صحافية عقب الباحثات التي تمت بينهما وشملت عددا من القضايا، منها الوضع بليبيا ومسلسل الإصلاحات الذي يباشره المغرب، وهي الندوة الصحافية التي نقلت مباشرة على أغلب القنوات الفضائية . موقف رئيسة الدبلوماسية كان واضحا ومباشرا ولا يحتمل أية تأويلات أو تحليل ، حيث قالت: «لقد سبق أن عبرنا عن اقتناعنا بأن مخطط الحكم الذاتي يعد مقترحا جديا وواقعيا وذا مصداقية ، وهي مقاربة من شأنها الاستجابة لتطلعات الساكنة المعنية ، لتدبير شؤونها في إطار يسوده السلم والكرامة» مشيرة إلى أن الأمر يتعلق ب ««موقف ثابت» للسياسة الخارجية الأمريكية منذ إدارة كلينتون، إلى إدارة أوباما، مرورا بإدارة بوش» ، مضيفة أن الولاياتالمتحدة تدعم بقوة دور المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء كريستوفر روس ، وكذا الأممالمتحدة، في جهودهما الرامية إلى إيجاد حل لنزاع الصحراء. هذا الموقف الذي لم تنقل تفاصيله أو تعلق عليه لا وكالة الأنباء الجزائرية أو تلك التابعة للانفصاليين، يأتي بعد أيام قليلة من تصريح كلينتون في تونس بأن التفاوض بين المغرب والجزائر هو السبيل الوحيد ل ««إيجاد تسوية سياسية لقضية الصحراء» «، كما أنه يأتي ليبدد كل الأوهام التي علقها الطرف الآخر على الإدارة الأمريكية الحالية، والتي انطلقت من تحليل خاطئ كون الديموقراطيين أقل دعما للمغرب من الجمهوريين . وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد بعث في يوليوز 2009 رسالة إلى جلالة الملك، تؤكد التزام الإدارة الأمريكيةالجديدة المباشرة بإيجاد «حل يحظى بالقبول المتبادل» ويستجيب لحاجيات السكان في ما يخص الحكامة الشفافة، والثقة في دولة الحق والقانون وإدارة عادلة ومنصفة»، وهي الرسالة التي وضعت حدا لأسلوب «المضاربة الإعلامية» الذي نهجته بعض الأطراف المعادية للوحدة الترابية المغربية، التي ادعت أن تغييرا ب180 درجة سيحصل في تعاطي واشنطن مع نزاع الصحراء ، معبرة بذلك عن أماني أكثر منها معطيات على أرض الواقع. وبرأي عدد من المراقبين، فإن التطورات المتلاحقة بالمنطقة العربية، قوت صورة المغرب في الخارج، خصوصا بعد خطاب 9 مارس، ونجاح مسيرات 20 مارس في لفت الانتباه دوليا لسلميتها ونأي السلطات عن محاولة قمعها، في وقت يسقط العشرات من القتلى يوميا في ليبيا ، سوريا واليمن لمطالبتهم بالتغيير والحرية، كما أن ما عرفته المحادثات التي شهدتها مالطا من تهرب البوليسايو، بأمر من الجزائر ، من مناقشة مسألة حقوق الإنسان التي كانت هي من اقترحها، أكد لدى الأطراف الدولية، والولاياتالمتحدة بالخصوص، عدم جدية الطرف الآخر ومناوراته الهادفة إلى إطالة أمد هذا النزاع على حساب معاناة المحتجزين في تندوف.