هيلاري كلينتون الإصلاحات الدستورية التي أعلن عنها جلالة الملك تشكل «نموذجا» بالنسبة للمنطقة قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون، الطيب الفاسي الفهري، أول أمس الأربعاء بواشنطن، إن الملكية بالمغرب، التي تعتبر إحدى أعرق الملكيات في العالم، تعد «الرمز الذي يتوحد حوله المغاربة بمختلف مكوناتهم». وأكد الفاسي الفهري، الذي قام بتنشيط ندوة بمقر (معهد بروكينز)، وهو مجموعة تفكير مرموقة بواشنطن، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس يجسد «بصفته أميرا للمؤمنين وضامنا لاستمرارية الدولة، وحدة كافة مكونات الشعب والمجتمع المغربي». وذكر أيضا أن الإصلاحات الدستورية التي تم الإعلان عنها في الخطاب الملكي «الجريء» ل 9 مارس، تندرج في إطار تكريس فصل السلط، والمنجزات الملموسة التي تم تحقيقها، مشيرا في هذا الصدد، إلى أن مشروع الجهوية الذي أطلقه جلالة الملك يرمي إلى ترسيخ الديمقراطية على المستوى المحلي، من خلال تمكين المواطنين من إدارة شؤونهم في احترام تام لخصوصيات كل جهة من جهات المملكة. تنشيط الفاسي الفهري للندوة المذكورة، جاء في إطار الزيارة التي أخذته إلى واشنطن منذ يوم الاثنين الماضي واختتمها أول أمس الأربعاء بعقد ندوة صحفية مشتركة رفقة نظيرته الأمريكية، هيلاري كلينتون. وخلال المؤتمر الصحفي، أبرز وزير الشؤون الخارجية والتعاون أهمية تسوية قضية الصحراء لتحقيق الوحدة المغاربية، التي تعد «ضرورة» لشعوب المنطقة والأمن الإقليمي. وذكر الفاسي الفهري، أن المغرب تقدم بمقترح تم وصفه ب»الجدي وذي المصداقية» من طرف المجتمع الدولي، بهدف وضع حد نهائي لهذا النزاع، مشيرا إلى أن هذه المبادرة المغربية مكنت من إطلاق سلسلة جديدة من المفاوضات. كما شدد الوزير على ضرورة الوحدة المغاربية لمواجهة تهديد «القاعدة بالمغرب العربي الإسلامي»، مبرزا في هذا الصدد أن هذه المجوعة الإرهابية تتحين الفرص لتوسيع وجودها بالمنطقة. وفي ما يخص الوضع في ليبيا، أبرز الفاسي الفهري انخراط المغرب، بالنظر إلى العلاقات القوية القائمة بين شعبي البلدين، في مواصلة المساهمة في تنفيذ القرار 1973 لمجلس الأمن الدولي الرامي إلى حماية السكان المدنيين، مذكرا في هذا الصدد بأن المملكة سبق أن أرسلت فريقا طبيا مهما إلى الحدود بين ليبيا وتونس بهدف تقديم المساعدات للسكان الفارين من المعارك. من جهتها، قالت وزير الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، خلال الندوة الصحفية التي عقدت بوزارة الخارجية الأمريكية ، إن الإصلاحات التي أعلن عنها جلالة الملك محمد السادس، يوم 9 مارس الجاري، تشكل «نموذجا لباقي بلدان المنطقة»، كما «تحمل في طياتها آمالا كبرى، أولا وقبل كل شيء، للشعب المغربي». وأكدت كلينتون أنه «في الوقت الذي تعتمد فيه بعض البلدان مقاربة ذات بعد أحادي، باشر جلالة الملك إصلاحات شاملة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية». وأوضحت أن جلالة الملك أكد منذ سنوات «التزامه بالإصلاحات التي استأثرت بالاهتمام على نطاق واسع»، مضيفة أن الإصلاحات التي تضمنها خطاب 9 مارس تروم ضمان إجراء انتخابات حرة، وتعيين وزير أول منبثق من صناديق الاقتراع، ووضع نظام قضائي مستقل إلى جانب النهوض بحقوق الإنسان. وفي هذا الإطار، وصفت رئيسة الدبلوماسية الأمريكية إحداث المجلس الوطني لحقوق الإنسان ب «الجيد»، وهو يندرج -حسب الوزيرة- «في إطار الإصلاحات المعلن عنها، كما أن من شأنه خدمة هدف بالغ الأهمية». واعتبرت كلينتون، أن «المغرب يسير على طريق الديمقراطية»، مسجلة أن «الحكومة المغربية عملت باستمرار على تمكين المواطنين، من التعبير بشكل منفتح وسلمي». وحول قضية الوحدة الترابية، أكدت وزيرة الخارجية الأميركية مجددا دعم الولاياتالمتحدة للخطة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء الغربية. وقالت كلينتون «نعتقد أن المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء المغربية يعد مقترحا جديا وواقعيا وذا مصداقية». وأضافت كلينتون «لقد سبق أن عبرنا عن اقتناعنا بأن مخطط الحكم الذاتي يعد مقترحا جديا وواقعيا وذا مصداقية، وكذا مقاربة من شأنها الاستجابة لتطلعات» السكان المعنيين «لتدبير شؤونهم في إطار يسوده السلم والكرامة». من جهة أخرى، أشارت كلينتون إلى أن الولاياتالمتحدة «تدعم بقوة دور المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة الى الصحراء كريستوفر روس وكذلك الأممالمتحدة، في جهودهما الرامية إلى إيجاد حل لنزاع الصحراء». وأعربت كلينتون عن دعم الولاياتالمتحدة لمبعوث الأممالمتحدة إلى المنطقة كريستوفر روس. وعلى مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين، قال الطيب الفاسي الفهري إن المغرب والولاياتالمتحدة «قررا إقامة شراكة جيدة من أجل العمل معا في استقرار وتنمية دول المغرب العربي». وذكر بأن المغرب هو البلد الإفريقي الوحيد الذي وقع اتفاقا للتبادل الحر مع الولاياتالمتحدة قبل عدة سنوات. وأشادت وزيرة الخارجية الأمريكية، من جهتها، بالطابع «الخاص جدا» للعلاقات القائمة بين المملكة المغربية والولاياتالمتحدة. وأوضحت كلينتون قائلة «إن المغرب والولاياتالمتحدة يجمعهما تاريخ طويل من الصداقة والشراكة على أكثر من صعيد، من الاقتصاد إلى المبادلات الأكاديمية والتجارة والتنمية والأمن». وكان الطيب الفاسي الفهري، قد تناول، خلال لقاءات أجراها يوم الثلاثاء الماضي في إطار هذه الزيارة، مع العديد من المسؤولين الكبار بوزارة الخارجية الأمريكية، تناول العلاقات الثنائية والوضع بالمنطقة العربية وفي منطقة المغرب العربي، والأزمة الليبية، إضافة إلى قضية الصحراء. كما أجرى الاثنين الماضي مباحثات مع رئيس البنك الدولي، روبرت زوليك، تمحورت حول مسلسل الإصلاحات الشاملة الجارية بالمغرب، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، إضافة إلى مواكبة مؤسسة «بريتون وودس» لهذه الإصلاحات.