انتظر العالم يوم أمس أولى الضربات الجوية الاممية ضد الآليات العسكرية للعقيد الليبي معمر القذافي، وفي سباق مع الزمن كانت أركان حرب وقواعد أوروبا خاصة المنتشرة بالقرب من الضفة الشمالية للبحر الابيض المتوسط تضع آخر اللمسات على الخطط لتنفيذ قرار مجلس الامن الدولي الذي تمت المصادقة عليه في منتصف ليلة الخميس/ الجمعة، والذي فوض استخدام القوة ضد كتائب القذافي ، لحماية المدنيين من الاعتداءات والمدن التي هدد الرئيس الليبي وأولاده بدخولها لإنهاء الانتفاضة ضد نظامه. وبموجب الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، الذي يسمح باستخدام القوة إذا لزم الأمر، اعتمد المجلس القرار 1973 «باتخاذ كل التدابير اللازمة لحماية المدنيين والمناطق المأهولة بالمدنيين والمهددة في ليبيا، بما في ذلك بنغازي، مع التشديد على ألا ينتج عن الوسائل التي يجيز القرار اللجوء إليها من أجل ذلك، أي شكل من أشكال الاحتلال لأي جزء من الأراضي الليبية ». وقد جاء التصويت بأغلبية عشرة أصوات وامتناع خمسة دول عن التصويت، هي روسيا والصين والهند والبرازيل وألمانيا. وينص القرار الجديد على فرض حظر على جميع الرحلات الجوية في المجال الجوي لليبيا، ويستثني الحظر الرحلات ذات الأغراض الإنسانية كإيصال المساعدات والإمدادات الطبية والأغذية والعاملين في المجال الإنساني. كما يطلب القرار من جميع الدول الأعضاء، وخاصة دول المنطقة، ضمان التنفيذ الصارم لحظر توريد الأسلحة المنصوص عليه في القرار 1970، بتفتيش السفن والطائرات المتجهة إلى ليبيا أو القادمة منها. ومباشرة بعد مصادقة مجلس الامن على القرار ، تكثفت المشاورات وصدرت ردود الفعل في عوصم العالم وتجمعاته الاقليمية . الرئيس الأميركي باراك أوباما أجرى محادثات هاتفية مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لتنسيق تطبيق القرار. من جهته أعلن كاميرون امام البرلمان أمس أن القوات البريطانية ستشارك في العمليات العسكرية في ليبيا بإرسال طائرات تورنيدو ويوروفايتر التي ستلتحق « خلال الساعات القادمة» بقواعدها. وفي باريس أعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية فرنسوا باروان ان «الضربات ستجري سريعا (...) في غضون ساعات» . كما أن كندا والدنمارك أعلنتا المساهمة بطائرات مقاتلة، فيما قررت النرويج المشاركة وعرضت بولندا تقديم دعم لوجيستي ، ووضعت مدريد قاعدتين ووسائل عسكرية في تصرف الحلف الاطلسي للعملية في ليبيا . وأعلن الوزير البلجيكي للشؤون الاوروبية والتعاون اوليفييه شاتيل أن بلجيكا مستعدة للمشاركة بست طائرات مقاتلة اف-16 وفرقاطة للتدخل عسكريا في ليبيا في إطار الحلف الاطلسي. عربيا، قال عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية إن قرار مجلس الامن التابع للامم المتحدة بشأن ليبيا يهدف الى حماية المدنيين ولا يؤيد أي غزو وطلب من كل الاطراف «عدم الذهاب بعيدا». ورحبت قطر بالقرار وقررت المشاركة في الجهود الدولية الهادفة لحقن الدماء وحماية المدنيين في ليبيا. وأكد المصدر احترام دولة قطر لخيارات الشعب الليبي وحقه المشروع في الحياة الآمنة.» وبالاضافة الى قطر التي ستشارك في تنفيذ قرار مجلس الامن ، هناك الامارات العربية التي أعلنت مساندتها لكل عملية عسكرية . من جهته، توعد العقيد معمر القذافي بان «يحول الى جحيم» حياة الذين يمكن أن يهاجموا ليبيا. وقال القذافي في مقابلة مع التلفزيون البرتغالي «ما هذه العنصرية ما هذه الكراهية ما هذا الجنون؟» . وأضاف « اذا العالم أصبح مجنونا فنحن سنصبح مجانين ، سنرد عليهم سنحول حياتهم الى جحيم حتى لا ينعموا بالسلام» . أما ابنه سيف الاسلام القذافي فقال أمس الجمعة إن ليبيا لا تخاف من قرار مجلس الامن الذي سمح بتوجيه ضربات عسكرية لحماية المدنيين الليبيين. وحذرت وزارة الدفاع الليبية برد سريع حتى خارج الحدود الليبية على أي تدخل عسكري ضد ليبيا.