تم أول أمس الأحد بالدار البيضاء الإعلان عن أسماء الفائزين الثمانية بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة 2016 في دورتها 12 بعدما كانت انطلاقتها الاولى سنة 2003، في حفل نظم على هامش الدورة 23 لمعرض الكتاب والنشر بالدار البيضاء، سير فقراته الأكاديمي شرف الدين ماجدولين. . وقد آلت جائزة فئة الدراسات للمغربي الدكتور خالد التوزاني عن دراسته « الرحلة وفتنة العجيب» ، وهي جائزة اعتبرها الأكاديمي عبد النبي ذاكر، تأكيدا آخر على ريادة الباحثين المغاربة في هذا الصنف من الأدب، حيث اعتبر أن تأسيس المركز العربي للأدب الجغرافي الذي يسهر على الجائزة التي تمنحها دارة السويدي بأبو ظبي، وجد نواة أكاديمية صلبة بالمغرب وتراكمات غنية في كل تخصصات هذا الأدب، وهي ريادة تعززت بتمثيلية الأكاديميين المغاربة في لجن تحكيم هذه الجائزة وحصدهم للعديد من الجوائز. الدكتور خلدون الشمعة عضو لجنة التحكيم، وهو يعلن أسماء المتوجين بالجائزة وهم الى جانب التوزاني ، الروائية لطفية الديلمي وشاكر لعيبي وفالح عبد الجبار من العراق، والفلسطينية غدير أبو سنينة ، الجزائري عيسى بخيتي ، وزيد عيد الرواضية من الأردن، وأريج بنت محمد بن سليمان سويلم من السعودية، لم تفته الاشارة الى اختراق المرأة العربية الباحثة لهذا المتن الرحلي، وهو ما يكسر أعراف البطرياركية السائدة في المجتمعات العربية. وفاز التوزاني عن فئة الدراسات بدراسته» الرحلة وفتنة العجيب بين الكتابة والتلقي»، فيما فازت في نفس الصنف السعودية أريج بنت محمد بن سليمان السويلم عن «السرد الرحلي والمتخيل في كتاب السيرافي والغرناطي». وفي صنف الرحلة المحققة فاز الاردني زيد عيد الرواضية عن تحقيق» من فيينا الى فيينا رحلة محمد صادق رفعت الى إيطاليا»، د. شاكر لعيبي عن «رحلة أبو دلف المسعري في القرن العاشر ميلادي»، عيسى بخيتي عن تحقيق «جمهرة الرحلات الجزائرية الحديثة في الفترة الاستعمارية»، فيما فاز في فرع الرحلة المعاصرة» مدني وأهوائي: جولات في مدن العالم» للطفية الدليمي، وفي فرع اليوميات كتاب «إخوتي المزينون بالريش» للفلسطينية غدير أبو سنسينة، وفي فرع الترجمة فاز العراقي فالح عبد الجبار عن ترجمة «رحلة غوتة الى ايطاليا 1786-1788». وقد اعتبر محمد لطفي المريني في كلمة ألقاها نيابة عن وزير الثقافة في حكومة تصويف الاعمال، محمد أمين الصبيحي، أن جائزة ابن بطوطة راكمت ذخيرة هامة من الأعمال المتوجة في صنف أدب الرحلة الذي أغنى المكتبة العربية بنصوص مهمة، ومنحت لباحثين وأكاديميين ساهموا في ردم الهوة المعرفية بين مغارب الأرض ومشارقها «من أجل الوصول الى الآخر المتعدد والبعيد»، كما تحملوا صدمات الاختلاف وخاضوا مواجهات روحية عند عودتهم الى بلدانهم، كما اعتبرها رهانا ثمينا لاكتشاف المزيد من نفائس المخطوطات المتفاعلة مع كل الحضارات من منطلق الحوار المتكافئ والمتفاعل. بدوره أكد نوري الجراح المدير العام للمركز العربي للأدب الجغرافي (مؤسسة ارتياد الآفاق) على الريادة المغربية للباحثين المغاربة في متن الرحلة، معتبر ا أن أعمالهم البحثية وأفكارهم كانت محركا أساسيا وساهمت في إشعاع هذه الفكرة في كل العالم العربي، مشيرا في نفس الوقت الى أن «نص الرحلة هو نص متعدد الأوجه، إذ يشمل النصوص المكتوبة في القرون الوسطى ونصوصا حديثة، وأن كل كاتب يبحث عن ذاته في العالم من خلال قراءة الآخر «. وقد وصل عدد المخطوطات التي توصلت بها لجنة التحكيم المكونة من د: شعيب حليفي – عبد النبي ذاكر – خلدون الشمعة- نوري الجراح – الطائع الحداوي، 52 مخطوطا من 11 بلدا عربيا.