سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عشرات الإصابات في صفوف المواطنين والقوات العمومية بخريبكة بعد مداهمة معتصمين أمام إدارة الفوسفاط تراجع عامل الإقليم عن وعوده كان وراء شرارة الأحداث العنيفة بخريبكة
داهم عشرات الأفراد من الدرك الملكي ورجال الأمن والقوات المساعدة في فجر يوم الثلاثاء 15 مارس الجاري المعتصمين من أبناء الفوسفاطيين المتقاعدين أمام مقر الإدارة المحلية «ميدان التشغيل» للمكتب الشريف للفوسفاط، وانهالوا عليهم بالضرب والرفس وهم نيام داخل مخيمات المعتصم، مما خلف ذعرا كبيرا وإصابات بليغة... ولما وصل الخبر إلى أهاليهم ،تجمع مئات المواطنين من أباء وأمهات وعائلات الضحايا أمام الإدارة، حوالي100، والتحق بهم مئات من الشباب العاطل من بولنوار وحطان وبوجنيبة والأحياء المجاورة... يحتجون على ذلك التدخل العنيف... وفي الساعة الواحدة زوالا وصل خبر كاذب إلى المحتجين مفاده أن أحد المعتصمين لقي حتفه!!! مما أجج الاحتجاج وبدأت عمليات التخريب والضرب بالحجارة وإحراق السيارات والمباني، وعلى إثر ذلك تدخلت القوات العمومية مرة ثانية بعنف أكبر باستعمال قنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه والضرب لتفريق المتظاهرين، مما نتج عن ذلك إصابة 65 من المعتصمين من بينهم ثلاث حالات خطيرة ، و إصابة51 من القوات العمومية منهم الرئيس الإقليمي للأمن الوطني وإحراق 8 سيارات عن أخرها وتخريب 15 سيارة أخرى، منها سيارات المكتب الشريف للفوسفاط والخواص وإحراق مركز تكوين العمال (CFO) وسرقة المتحف وإتلاف كل الوثائق والحواسيب والأدوات المكتبية وملابس العمال والمعدات، وتكسير زجاج وأبواب نادي المهندسين والإدارة المحلية وإحراق مكتب جمعية المتقاعدين بباب الحرية عن آخره، كما أصيب مراسل «الصباح» عبد الحكيم لعبايد بحروق في جبهته ويده اليمنى... وتحول شارع الحسن الثاني إلى ساحة للمواجهة بين القوات العمومية والمتظاهرين وتحول حي لبيوت بكامله إلى ميدان للتظاهر. كما نجمت عن هذا الحدث عدة اعتقالات في صفوف المحتجين وإصابات بليغة نقل على إثرها الضحايا إلى مستشفى الحسن الثاني ومستشفى المكتب الشريف للفوسفاط... ولم تتوقف الأحداث إلا بعد تدخل بعض الهيئات السياسية منها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والتي غامرت وسط التراشق بالحجارة وطالبت مئات المحتجين بالتوقف عن ذلك، ومن القوات العمومية التراجع. وبصعوبة كبيرة نجحت الهيئات في إيقاف «المعركة» في الساعة الثامنة ليلا بشرط أن يتم الإفراج عن المعتقلين وتنفيذ الوعد بالتشغيل... وقد عقدت الهيئات السياسية : الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ،العدالة و التنمية وحزب الاشتراكي الموحد وجهة القوى الديمقراطية وممثلون عن المحتجين، لقاء مع عامل الإقليم من الساعة الثامنة ليلا إلى حدود الثانية صباحا .وأثمر اللقاء عن الإفراج عن المعتقلين (10) وبقاء 5 من أجل التحقيق... ورغم تدخلات الهيئات للإفراج عن الجميع لإخماد الفتيل، فإن عامل الإقليم أكد أن هناك معلومات من وزارة الداخلية تفيد أن المعتقلين الخمسة لا علاقة لهم بالمعتصمين وهم المسؤولون عن تلك الأحداث، ويجب انتظار رأي النيابة العامة، ورغم إلحاح الهيئات فإن عامل الإقليم لم يف بوعوده وخلف الموعد... وأبلغته الهيئات أنه هو المسؤول الرئيسي عما ألت إليه الأوضاع بالمدينة وعن أحداث يوم الثلاثاء الأسود... وللإشارة فإن المعتصمين، ضحايا التدخل العنيف اعتصموا منذ 21 فبراير 2011 أمام الإدارة المحلية للفوسفاط من أجل التشغيل وهم أبناء المتقاعدين، وخاصة أن المادة 6 من القانون الأساسي للفوسفاط تؤكد على تشغيل أبناء الفوسفاطيين، وبعد الحوارات مع السلطة المحلية بحضور المكتب الشريف للفوسفاط ووزارة التشغيل وممثلي المعتصمين، خلص إلى تشغيلهم على أساس ملء مطبوع وتسليمه للسلطة... وكادت الأمور أن تتحول إلى عرس بعدما قرر المعتصمون رفع الاعتصام يوم 15 مارس بعقدهم ندوة صحفية،إلا أن التدخل العنيف حال دون ذلك ... وعلمنا والجريدة ماثلة للطبع أن المسؤولين الرئيسيين للمجلس الوطني لحقوق الانسان قاموا بزيارة للمدينة من أجل استطلاع الاوضاع والبحث والتقصي وجمع المعلومات. وعلمت» الاتحاد الاشتراكي» أن الامين العام للمجلس توجه صبيحة يوم أمس الى خريبكة من أجل هذه المهمة ، وهي أول مهمة له منذ تنصيبه.