يدخل المنتخب الوطني المغربي مساء غد الأحد بملعب بور جانتي لقاءه أمام نظيره المصري، برسم ربع نهاية كأس أمم إفريقيا، رافعا شعار التأهل إلى المربع الذهبي، ومواصلة الإمتاع، بعد مخاوف كبيرة سيطرت على محيط العناصر الوطنية قبل الرحيل إلى الغابون. وإذا كان الناخب الوطني هيرفي رينار، قد اعتبر المرور إلى ربع النهائي تحديا شخصيا، بالنظر إلى كثرة الأعطاب التي هزت أركان الأسود، وأيضا لكون العديد من اللاعبين يفتقدون الخبرة والتجربة في مثل هذه المناسبات، فضلا عن محدوديتهم التقنية، فإن الحلم كبر، وسقف التطلعات ارتفع بفعل الروح العالية والقتالية التي أظهرتها العناصر الوطنية، خاصة امام الطوغو والكوت ديفوار، فبات المربع الذهبي هدية جميلة، ينبغي على أصدقاء نبيل درار، الذي أظهر سخاء بدنيا كبيرا، إهداءها إلى الشعب المغربي، الذي تحدى قساوة الأحوال الجوية، وخرج إلى الشوارع بعد التأهل إلى دور الربع. وتسود معسكر المنتخب الوطني حالة تفاؤل كبيرة، حيث أجمعت أغلب التصريحات، التي أعقبت عبور محطة الكوت ديفوار، على أن الرهان مازال مستمرا، وأن الحلم لا حدود ولا سقف له، وأن الأسود عازمين على مواصلة الزئير بأرض الغابون، إلا أن الهاجس الكبير يظل هو أرضية ملعب بور جانتي، التي كانت سببا في إصابة العديد من اللاعبين، أبرزهم الغاني بابا رحمان والحارس المصري أحمد الشناوي، الأمر الذي أزعج كافة منتخبات المجموعة الرابعة، حيث عبرت عن استيائها من سوء الأرضية. ومنح الفوز الكبير على منتخب كوت ديفوار، أحد السواعد القوية للكرة الإفريقية، والذي دخل المنافسة مرشحا فوق العادة لعبور الدور الأول، شحنة معنوية إضافية لأبناء المدرب رينار، ورفع منسوب التفاؤل لديهم. ومن المنتظر أن تتقاطر أعداد مهمة من الجماهير المغربية على ملعب بور جتانتي، حيث تم الإعلان عن رحلات خاصة لنقل المشجعين المغاربة على الغابون من أجل مساندة أسود الأطلس في مواجهتهم لفراعنة مصر، وبالتالي تحفيز اللاعبين على تكريس العقدة لدى الفراعنة، وإنهاء مشوارهم بدورة الغابون. وفي الضفة المقابة، يتطلع المنتخب المصري، بقيادة المدرب الأرجنتيني، هيكتور كوبر، على قيادة الفراعنة إلى تخطي حاجز المنتخب المغربي، وبالتالي مواصلة البحث عن اللقب الثامن في مسارهم القاري. ويعترف كوبر بصعوبة المهمة أمام المنتخب الوطني المغربي، مشيرا ، في تصريحات صحافية تلت التأهل، إلى أنه حاول الاعتماد على الهجمات المرتدة خلال المباريات الثلاث في الدور الأول أمام مالي وأوغندا وغانا، بيد أن اللاعبين لم يتمكنوا من تنفيذها بالصورة المطلوبة، الأمر الذي سيفرض عليه معالجة الأمر قبل لقاء المغرب. وكان المنتخب المصري قد تصدر مجموعته، بعد تحقيقه فوزين على كل من أوغدا وغانا وتعادل أمام مالي، ليضرب مواعدا مع المنتخب الوطني، ثاني مجموعته وراء الكونغو الديمقراطية، في صدام عربي بنكهة إفريقية. ويقف التاريخ إلى جانب المنتخب الوطني المغربي في مواجهته لأحفاد الفرعنة، حيث تقابل الطرفان في 27 مباراة، عاد الفوز خلالها للمنتخب الوطني في 14 مناسبة، مقابل ثلاث هزائم و10 تعادلات. وبالنسبة لكأس الأمم الإفريقية، فقد تقابل المنتخبان 5 مرات، فازت مصر في مباراة واحدة، بينما فاز المغرب في 3 مباريات وتعادلا في مباراة واحدة. وجاءت المواجهة الأولى بين مصر والمغرب في نسخة 1976، التي فاز فيها المنتخب الوطني ب 2 – 1 عن طريق فراس والزهراوي. وبعد أربع سنوات فاز المغرب بثنائية خالد لبيض ليقتنص المركز الثالث في البطولة التي أقيمت في نيجيريا عام 1980.، كما فاز المنتخب الوطني في دروة بوركينا فاصو 1998، بهدف رائع لمصطفى حجي. ويعود آخر فوز للفراعنة على المنتخب الوطني إلى جور 1986، حيث منح طاهر أبو زيد التأهل لأصدقائه، بهدف مثير للجدل، في نصف النهائي.