تعيش بعض الجماعات النائية التابعة للنفوذ الترابي لإقليم تاوريرت، وخصوصا جماعة أولاد امحمد، ظروفا صعبة وقاسية، نتيجة التساقطات الثلجية والانخفاض الشديد في درجة الحرارة والذي بلغ ست درجات تحت الصفر، وأدت هذه التساقطات إلى عزل دواوير الجماعة عن عالمها الخارجي، بحيث ظلت، ومازالت، محاصرة بالثلوج الكثيفة التي أدت إلى قطع المسالك والطرقات في غياب أي تدخل من الجهات المعنية إقليميا وجهويا. ولجأ سكان هذه الجماعة إلى اعتماد وسائل بدائية لإزاحة الثلوج في محاولة منهم لفتح المسالك الطرقية من أجل جلب حاجياتهم وأعلاف ماشيتهم، إلا أن ذلك لم يجد نفعا نظرا لكثافة الثلوج وقساوة البرد، فاستسلموا للأمر الواقع في انتظار الذي يأتي ولم يأت. وفي هذا الإطار تلتمس الساكنة تدخلا عاجلا من السلطات الإقليمية والجهوية، قصد فك العزلة عنهم وتمكينهم من مساعدات تقيهم وماشيتهم قساوة الظروف المناخية، وإيجاد حلول للمشاكل التي تعاني منها هذه الجماعة وغيرها من الجماعات النائية التابعة لإقليم تاوريرت، كلما حل فصل الشتاء. وبجماعة رأس عصفور بإقليم جرادة، عاشت الساكنة عزلة مماثلة عن محيطها الخارجي لمدة ثلاثة أيام جراء التساقطات الثلجية التي أدت إلى قطع الطرقات وإغلاق جميع المنافذ المؤدية إلى دواوير الجماعة. وما زاد في عزلة ومعاناة الساكنة، انقطاع التيار الكهربائي مع منتصف ليلة السبت/الأحد واستمر هذا الانقطاع إلى مساء الاثنين 23 يناير 2017، كما تسببت التساقطات في اقتلاع الأشجار وانهيار جزئي لبعض الإسطبلات بدوار سيدي جابر. وعبر بعض المواطنين في اتصال مع جريدة «الاتحاد الاشتراكي»، عن استيائهم لعدم تدخل السلطات الإقليمية والجهوية في الوقت المناسب لفك العزلة عنهم وفتح المسالك المؤدية إلى دواويرهم، والاطمئنان على أحوالهم في ظل الظروف المناخية القاسية مع تقديم المساعدة المتطلبة في مثل هذه الحالات. وعلمت «الاتحاد الاشتراكي» أنه بعد زوال الاثنين الماضي تدخلت الآليات لإزاحة الثلوج عن المسالك المؤدية لبعض الدواوير المحاذية للحدود المغربية الجزائرية، كما عاد التيار الكهربائي لينير منازل الساكنة بعد ليلتين من الظلام الدامس فيما ظلت دواوير أخرى بدون كهرباء إلى حدود مساء الثلاثاء.