كما نشرت الجريدة ذلك في عدد يوم أمس، نقلا عن مصادر مغربية من أبو ظبي استقت الخبر من عين المكان ساعات قبل الإعلان الرسمي عن النتائج، فقد فاز الكاتب محمد الأشعري بجائزة البوكر العالمية للرواية العربية (دورة 2011) مناصفة مع الروائية السعودية رجاء عالم. لأول مرة إذن، منذ تأسيس النسخة العربية من الجائزة في 2007 التي تمنح بتنسيق مع «مؤسسة جائزة البوكر» في لندن و»معهد وايدنفيلد للحوار الاستراتيجي»، وبتمويل من «مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي»، لأول مرة يفوز بها كاتب مغربي. مثلما هي المرة الأولى كذلك التي تتوج بها أديبة مكسرة بذلك طوق الذكورية. وقد حملت كذلك الدورة الرابعة الحالية من الجائزة، التي أعلن عن نتائجها رسميا في حفل أقيم في العاصمة الإماراتية مساء أول أمس الاثنين، حملت سبقا ثالثا تمثل في منحها مناصفة. ومن مكر الصدف أيضا أن العملين الروائيين الفائزين، أي «طوق الحمام» لرجاء عالم و»القوس والفراشة» لمحمد الأشعري، قد صدرا عن نفس دار النشر: «المركز الثقافي العربي». ووفق لجنة تحكيم الدورة الحالية من الجائزة، فالروايتان معا «رائعتان وتتميزان بالجودة الأدبية، كما أنهما تعاملتا مع المشاكل المهمة والواقعية في منطقة الشرق الأوسط التي انعكست على لافتات الاحتجاجات الأخيرة في العالم العربي المطالبة بالتغيير». وقد ضمت هذه اللجنة الشاعر العراقي فاضل العزاوي (رئيسا)، الناقدة البحرينية منيرة الفاضل، المترجمة والناقدة الإيطالية إيزابيلا كاميرا دافليتو التي هي أيضا أستاذة كرسي الأدب العربي المعاصر في كلية الدراسات الشرقية بجامعة روما، الشاعر والصحفي الأردني أمجد ناصر والكاتب والناقد المغربي سعيد يقطين. واعتبر محمد الأشعري نيل روايته «القوس والفراشة» للجائزة «نافذة أخرى للانفتاح على آفاق أكثر رحابة، بعد ترجمتها إلى لغات متعددة». وأضاف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن فوزه بالبوكر العربية يمثل في حد ذاته «تقديرا لمكانة الرواية المغربية، واعترافا بخصوصيتها الإبداعية والأدبية». وأشار في ذات التصريح إلى أنه «سعيد بهذا التتويج الذي سيجعله وفيا لكيانه وليس لنقط الضوء، ولن يصبح شخصا آخر إلا داخل الكتابة وما تفرضه عليه من تحديات». مضيفا أن نيله هذا التقدير الدولي مناصفة مع الروائية السعودية رجاء عالم «لا يمثل بالنسبة إليه أي إجحاف أو تقصير، لأنني قبلت الدخول في اللعبة كاملة». وحسب موقع الجائزة على الإنترنيت، فرواية «القوس والفراشة» لمحمد الأشعري: «تتناول (...) موضوعي التطرّف الديني والإرهاب من زاوية جديدة، وتستكشف تأثيرات الإرهاب على الحياة العائلية، إذ تروي قصة والد يساري يتلقى في أحد الأيام رسالة من تنظيم القاعدة تفيده بأن ابنه، الذي يتابع دراسته في باريس بحسب اعتقاده، مات شهيداً في أفغانستان. تنظر الرواية في وقع هذا الخبر الصادم على حياة بطلها، وبالتالي على علاقته بزوجته». أما «طوق الحمام» لرجاء عالم، يقول ذات الموقع، فإنها «تكشف (...) أندرغراوند (العوالم السفلية) مدينة مكةالمكرمة التي ترويها البطلة عائشة، من الدعارة إلى التطرّف الديني إلى استغلال العمّال الأجانب في ظلّ مافيا من متعهّدي البناء يقومون بتدمير معالم المدينة التاريخية. يتصادم هذا الواقع المعتم مع جمال رسائل عائشة إلى عشيقها الألماني». ورجاء عالم كاتبة سعودية تعتبر الأكثر تجريبية هناك، ولها أعمال أثارت الكثير من الجدل، منها رواية «خاتم» التي اعتُبرت الرواية الأكثر جرأة من حيث النبش في «المسكوت عنه» في التاريخ السياسي والاجتماعي لمكة، وفى طرح مسألة الذكورة والأنوثة بأسلوب أدبي واضح ومباشر. نالت جوائز عديدة آخرها جائزة إبداع المرأة العربية بمناسبة ستين عاماً على تأسيس اليونسكو سنة 2005، وجائزة النادي الأدبي اللبناني بباريس سنة 2008، وقد ترجمت بعض أعمالها إلى الإنجليزية والإسبانية. ولها كتاب مشترك مع شقيقتها الرسامة شادية موسوم ب «جنيات لار» يضم نصوصا ورسوما ويعتبر أول مؤلف من جنس «السيريغرافيا» في السعودية. ونافس الأشعري وعالم في الحصول على الجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها الرابعة كل من وزير الثقافة بنسالم حميش (معذبتي)، والمصريان ميرال الطحاوي (بروكلين هايتس) و خالد البرى (رقصة شرقية)، بالإضافة للسوداني أمير تاج السر (صائد اليرقات). ويشير قانون الجائزة إلى أن المنتقين الستة في اللائحة القصيرة للمرشحين يحصلون على عشرة آلاف دولار للواحد، كما سيقتسم الفائزان 50 ألف دولار أخرى بالإضافة إلى توقيعهما لعقود لنشر ترجمات لروايتيهما بالإنجليزية ولغات أخرى.