أكدت مصادر صيدلانية أن الطلب على عدد من الأدوية التي توصف لعلاج حالات الزكام المختلفة، والتي تتسبب فيها الأنفلونزا الموسمية التي تتغير طبيعة تركيبتها كل موسم، قد ارتفع خلال الأسابيع الأخيرة، نظرا لأجواء الطقس التي تعرفها بلادنا المتميزة بانخفاض درجات الحرارة وانعدام الأمطار، والتي تؤدي إلى إصابة المواطنين، خاصة منهم الرضع والأطفال، والحوامل، والمسنين، ومن يعانون من أمراض مزمنة بمجموعة من العوارض الصحّية، مشددة على ضرورة خضوع هذه الفئات بالخصوص للتلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية الذي يعتبر السبيل الناجع لمواجهة أي طارئ صحي. وشددت مصادرنا على كون الأدوية التي توصف بكثرة خلال هذه الفترة هي التي تخصّ حالات الزكام، والأمراض التعفنية التي تهم أمراض الحلق والحنجرة والأنف، والجهاز التنفسي، وكذا «البرودة»، مبرزة أن هناك خصاصا في عدد منها، إذ غابت مجموعة من الأدوية عن الصيدليات منذ حوالي شهر ولم تستأنف حضورها لحدّ الساعة، مرجّحة أن هذا الخصاص راجع للإقبال الكبير عليها، موضحة في نفس الوقت أن هناك أدوية بديلة يمكنها أن تقوم مقامها. بالمقابل حذّرت مصادر الجريدة من الخصاص الكبير في اللقاحات، ومن تداعيات عدم احترام تسلسل مسار و«بروتكول» البرنامج الوطني للتمنيع، في القطاع الخاص، لما له من تبعات سلبية تتمثل في إلغاء فعالية اللقاحات السابقة، مؤكدة أن فقدانها يزيد من حدة التداعيات الصحية للرضع والأطفال، خاصة في فترة كالتي تعرفها بلادنا، مشيرة إلى أن اللقاحات المفقودة هي متعددة، ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر، تلك التي تخص التهاب الكبد الفيروسي من نوع «أ»، والحصبة، والمينانجيت، فضلا عن المصل المضاد للكزاز، الذي يتعين استعماله عقب الإصابات بالجروح بفعل أدوات حادة وغيرها ...الخ. من جهتها، تعيش المستشفيات والمراكز الصحية حالة شبه إفلاس لعدد كبير من الأدوية والمواد شبه الطبية، ومن بينها الأدوية التي تمت الإشارة إليها، وكذا تلك التي تخص مرضى الربو الذين ترتفع معدلات الأزمات الصحية عندهم في هذه الفترة من السنة، وذلك لكون صفقات للأدوية أُبرمت ومع ذلك لم يتم تسليمها، وفقا لمصادر طبية، ولوضعية الشلل الحالية التي يعيشها المشهد الحكومي، وضمنها قطاع الصحة، مشيرة إلى أن الخصاص يشمل الأدوية ومواد شبه طبية وغيرها، مؤكدة أن التبعات كبيرة وقد وصلت إلى حدّ توقف مركبات جراحية عن العمل لفترات معينة كما وقع في عدد من المدن!