قام الفنان المسرحي سيدريك كوغرميلان بترجمة رواية الشاعر والروائي المغربي محمد خير الدين، الصادرة سنة 1973 تحت عنوان "نباش القبور"، إلى نص مسرحي سيتم عرضه في العاشر يناير الجاري على الساعة الثامنة والنصف ليلا بمسرح 121 بالمعهد الفرنسي بالدار البيضاء. وأفاد بلاغ للمعهد الفرنسي بالدار البيضاء، أن هذه المسرحية المقتبسة من رواية "نباش القبور"، الصادرة عن منشورات "لوسوي"، للراحل محمد خير الدين، المشهور بلقب "الطائر الأزرق"، سيتم عرضها شهر مارس المقبل في شبكة المعاهد الفرنسية بكل من مكناس وفاس والرباط والقنيطرة ومراكش وتطوان وطنجة، وأيضا في "طارماك" (المسرح الدولي الفرنكفوني) بباريس. وأوضح أن المسرحي سيدريك كورملون، سعى من خلال هذا العمل الذي استعان في إخراجه بموهبة الفنان غسان الحكيم (ممثل ومخرج مسرحي)، أحد الممثلين الموهوبين أكثر ضمن أبناء جيله، أن يسمع صوت واحد من أكبر الكتاب المغاربة الناطقين باللغة الفرنسية، ويكشف عن قوته الشعرية والمتمردة. ويعتبر محمد خير الدين، من أبرز الشخصيات الأدبية المغربية في القرن العشرين، التي أعادت لغة موليير إلى صباها، كتب الشعر وهو في سن المراهقة ونشر قصائده المحبوكة على الطريقة الكلاسيكية بلغة أنيقة في ستينيات القرن الماضي بصحيفة "لافيجي ماروكين"، ليبرز كواحد من ألمع الشعراء المحدثين في المملكة. صدر لكاتب روائع الأدب المغربي بالفرنسية، المزداد سنة 1942 بتافروات (عمالة تزنيت) والمتوفى في 18 نونبر 1995، قصائد وروايات متنوعة، كانت أولاها، قصيدته المطولة المنظومة في لندن سنة 1964 تحت عنوان "غثيان أسود"، تلتها رائعته "أكادير" المخطوطة في أعقاب الزلزال المدمر لهذه المدينة (1960) والصادرة عن منشورات "لوسوي"(1967)، متبوعة بروايته الشعرية "الجسد السالب"، المتوجة عاما في ما بعد ب ديوان شعري أطلق عليه اسم "شمس عنكبوتية". وتوالت أعمال الراحل خير الدين، الذي اشتغل أيضا في الصحافة، حيث نشرت له "لوسوي" مجموعة هامة يذكر منها على الخصوص "أنا الحاد الطباع" و"نباش القبور" و"هذا المغرب" و"رائحة المانتيك و"انبثاق الأزهار المتوحشة"، و"أسطورة وحياة أكونشيش" و"كان يا مكان، زوجان سعيدان"، و"صراعه الأخير" المترجمة إلى اللغة الألمانية.