ووري الثرى ،أول أمس، شهيدي القوات المسلحة الملكية اللذين قضيا في هجوم غادر لجهة مجهولة في إفريقيا الوسطى الثلاثاء الماضي، حيث يساهم المغرب ضمن الجهود الأممية لإعادة الأمن والاستقرار إلى هذا البلد الإفريقي، ونظم وداع رسمي لأفراد القوات المسلحة الملكية بإفريقيا الوسطى وفق المراسم العسكرية المعمول بها في هذا الشأن . وفي سياق استهداف بعثة السلام الأممية أعلنت بعثة الأممالمتحدة في جمهورية إفريقيا الوسطى (مينوسكا)، الجمعة، أن عسكريا من بنغلاديش يعمل ضمن القبعات الزرق قتل على يد رجال مسلحين في اليوم نفسه الذي قتل فيه عسكريان مغربيان في هجوم استهدف دورية لتجريدة القوات المسلحة الملكية العاملة ضمن بعثة (مينوسكا). وأضافت قوة الأممالمتحدة ببانغي، في بيان لها، أن «جنديا من قوات القبعات الزرق ينحدر من بنغلاديش قتل يوم الثلاثاء الماضي في بوكاياي على بعد 25 كلم من جنوب-غرب بوكارانجا (شمال-غرب)، في الوقت الذي كانت فيه القافلة التي ينتمي إليها في طريق العودة من عملية مراقبة في المنطقة» . واستمرت الإدانة الدولية للجهة التي تقف حلف الحادث، وطلبت إفريقيا الوسطى رسميا من المغرب البقاء ضمن الجهد الدولي تحت يافطة البعثة متعددة الأبعاد المندمجة للأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية إفريقيا الوسطى مينوسكا».وجاء هذا الطلب الرسمي في رسالة تلقتها الخارجية المغربية من وزير الشؤون الخارجية والاندماج الإفريقي والفرانكفونية بجمهورية إفريقيا الوسطى، صامويل رانغبا، يدعو من خلالها المملكة «إلى الإبقاء على تجريدتها بالبعثة متعددة الأبعاد المندمجة للأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية إفريقيا الوسطى (مينوسكا)، بهدف مواصلة مهمة تحقيق الأمن والاستقرار بالبلاد طبقا لولاية الأممالمتحدة».وأكد رانغبا في رسالته، أن مساهمة التجريدة المغربية ب»المينوسكا» حظيت بتقدير كبير، ومكنت من ضمان السير الجيد للمسلسل الانتخابي الذي تم التنويه به من قبل المنتظم الدولي برمته، وكذا العودة تدريجيا إلى السلام والأمن في جمهورية إفريقيا الوسطى».وتضمنت الرسالة موقف إفريقيا الثابت في دعم المغرب في قضية وحدته الترابية بخصوص ملف الصحراء المغربية. وفي صعيد التداعيات أيضا أدانت إسبانيا بشدة الهجوم الذي استهدف قافلة للقبعات الزرق المغاربة، في جمهورية إفريقيا الوسطى، مخلفا مقتل عسكريين من تجريدة القوات المسلحة الملكية. وأوضح بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الاسبانية، أن حكومة مدريد تعرب عن تعازيها لأسرتي العسكريين المتوفيين من بعثة الأممالمتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية إفريقيا الوسطى (مينوسكا)، وعن تضامنها مع السلطات والشعب المغربيين وأسرة الأممالمتحدة، ممثلة في أمينها العام. وأعربت الحكومة الاسبانية عن متمنياتها بالشفاء العاجل للجرحى، وجددت تضامنها مع جمهورية إفريقيا الوسطى ودعمها ل(مينوسكا)، وكذا لكل الجهود المبذولة على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف للمساعدة في استقرار هذا البلد. من جهتها أدانت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي يوم الخميس ،بشدة، الهجوم الذي استهدف فرقة من قوات حفظ السلام في إفريقيا الوسطى يوم الأربعاء ما أسفر عن مقتل جنديين مغربيين وإصابة اثنين آخرين. وأعرب الأمين العام للمنظمة الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين في بيان عن أسفه إزاء الحادث، مؤكدا تضامن المنظمة مع جمهورية إفريقيا الوسطى وتقديم الدعم الكامل لاستعادة الأمن والاستقرار فيها، كما قدم تعازيه للحكومة المغربية ولأسر ضحايا هذا «الحادث المأساوي». وجدد العثيمين التأكيد على موقف المنظمة «المبدئي» الذي يدين بشدة الإرهاب والتطرف بكافة أشكاله.