يتعرض المغرب ، هذه الأيام، لموجة كتل هوائية باردة، قادمة من أوربا من جهة الشمال، ويعتبر الانخفاض الملموس لدرجة الحرارة المسجل في مجموع التراب الوطني نتيجة طبيعية للنقص المسجل في درجة الرطوبة. وبالرغم من أن درجات الحرارة المسجلة لم تصل بعد إلى رقم قياسي في الانخفاض، مقارنة مع سنوات سابقة، إلا أن درجات الحرارة ستستمر على حالها خلال الأسبوع الجاري مع انتشار لموجة الجليد و»الجريحة» في بعض المناطق الداخلية والمرتفعات ، وفي حال وصول التساقطات المطرية، سيشهد المغرب تحسنا في درجات الحرارة. ففي اتصال هاتفي مع الحسين بوعابد، رئيس مصلحة التواصل بمديرية الأرصاد الجوية، أوضح لنا أن انخفاض درجة الحرارة سيستمر هذا الأسبوع وسيعرف بعض التحسن في بعض المناطق الساحلية ابتداء من يوم الخميس، ولكن ليس بدرجة كبيرة، معتبرا أن انخفاض الحرارة في هذا الوقت من السنة أمر طبيعي بالنظر لحلول فصل الشتاء وقصر النهار وطول الليل، حيث تتناقص حرارة الأرض مع غروب الشمس لتصل أقل مستوى لها مع منتصف الليل. كما أن تحرك الكتل الباردة وترسب الثلوج على المرتفعات يزيدان من برودة الطقس . وأضاف بوعابد أنه « لاتساقطات مطرية في الأفق ،على الأقل خلال هذا الأسبوع، نتيجة تمركز مرتفع جوي جنوب أوربا فوق البحر الأبيض المتوسط، بحيث يمنع تسرب السحب المحملة بالتساقطات». وتتوقع مديرية الأرصاد الجوية الوطنية أن يكون الطقس باردا بكل المرتفعات والهضاب العليا بالمناطق الداخلية، مع تكون صقيع أو جليد في الليل والصباح. ويتخوف الفلاحون من أن يتسبب استمرار انخفاض درجات الحرارة، في الإضرار ببعض أنواع المزروعات لما لموجة الصقيع، التي تعرفها بلادنا هذه الأيام، من تأثير سلبي في المنتوجات الفلاحية بشكل عام. انخفاض درجات الحرارة له أثر على الوضع الصحي ببلادنا، فقد أفادتنا مصادر طبية بأن المغرب يشهد خلال هذه الأيام ارتفاعا ملحوظا في حالات الاصابة بأمراض الصدر والجهاز التنفسي، حيث يتصدر المرضى المصابون بأمراض الجهاز التنفسي، بما فيها التعفنات، الحساسيات وأمراض الربو والتهاب القصبات الهوائية المزمنة، قائمة الوافدين على المستشفيات والعيادات الطبية خلال هذه الفترة، حيث تؤثر الوضعية المناخية الحالية سلبا على الجهاز التنفسي، خاصة بالنسبة للأطفال ولكبار السن، ومن بين الأكثر عرضة للمضاعفات الخطيرة نتيجة انخفاض الحرارة، هناك المصابون بأمراض مزمنة كالسكري والفيروس الكبدي والأمراض التعفنية، إضافة إلى المدخنين.