داخل جناحي قسم الأمراض الصدرية والتنفسية والأطفال بالمراكز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس، لا صوت يعلو هذه الأيام عن صوت السعال والأنين. نساء ومسنون وأطفال منهكون من المرض، توافدوا بالعشرات على هذين الجناحين طلبا للفحص والعلاج… المصابون بأمراض الجهاز التنفسي والتهاب القصبات الهوائية والزكام الحاد، “سجلوا نسب قياسية في إقبالهم على المستشفى الجامعي بالعاصمة العلمية”، يقول عبد اللطيف العلمي طبيب متخصص في الأمراض الصدرية. والسبب اتساع حالات الإصابة بسوء الأحوال المناخية التي تشهدها المنطقة. المصابون ينتمون إلى مختلف أحياء المدينة، ومن مدن وقرى مجاورة بأقاليم صفرو وتاونات وإيفران، وأغلبهم من الأوساط الاجتماعية الفقيرة والمحدودة الدخل… الصيدليات بدورها تشهد حركة غير عادية هذه الأيام من قبل المرضى لشراء الأدوية التي لها صلة بحالات الزكام والربو وتعفنات القصبة الهوائية… نفس الوضع يمكن أن يقال على المستشفيات العمومية بالدارالبيضاء والمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، انخفاض درجات الحرارة كان له الأثر السيء على الوضع الصحي لفئة واسعة من سكان المنطقة. مصادر طبية تؤكد أنه تم تسجيل طوال الأيام الأخيرة ارتفاعا ملحوظا في حالات الإصابة بأمراض الصدر والجهاز التنفسي، حيث تفيد المعطيات المسلجة بقوائم تردد المرضى أن أكثر من ربع عدد المرضى الوافدين خلال هذه الفترة من السنة، هم مصابون بأمراض في الجهاز التنفسي، بما فيها الأعراض التعفنية والورمية، والحساسيات وأمراض الربو والتهاب القصبات الهوائية المزمنة… إفادات الدكتور عبد اللطيف العلمي، تشير إلى أن الوضعية المناخية الحالية تؤثر سلبا على الجهاز التنفسي، خاصة بين الأوساط الاجتماعية البسيطة والمتوسطة، حيث لا تنتشر ثقافة التلقيح ضد الزكام والأمراض المزمنة المرتبطة بالتغيرات المناخية، وأن الأكثر عرضة للمضاعفات الخطيرة هم المصابون بأمراض مزمنة كالسكري والفيروس الكبدي والأمراض التعفنية إضافة إلى المدخنين. بالنسبة للدكتور عمر المنزهي مدير مديرية الأمراض والأوبئة بوزارة الصحة فإنه يرى أن الأرقام المسجلة وطنياوالخاصة بالإصابة بمرض الزكام والأنفلونزا هي أقل بكثير من سنتي2009 و 2010، بحث لم تسجل هذه السنة أية إصابة بأنفلونزا الخنازير على غرار السنتين الفارطتين، بل اعتبر الدكتور المنزهي أن الأمراض التي يعاني منها بعض المواطنين الآن هي في الأغلب أمراض موسمية، وأنه لا خوف منها إذا التزم المريض بتوجبهات الطبيب. مديرية الأرصاد الجوية الوطنية، تتحدث عن استمرار انخفاض درجات الحرارة مع تكون مناطق صقيع أثناء الليل وبداية الصباح وتصل درجات الحرارة بين -4 و2 فوق المرتفعات والهضاب العليا. ولا تتعدي 5 درجات في المناطق الداخلية والشرقية وبين 5 و10 درجات في السواحل الأطلسية. في حين من المزمع أن تؤدي التساقطات المطرية المتوقعة في تغيير حالة الطقس السائدة، وبالتالي تفادي ظهور إصابات جديدة بالأمراض الصدرية والتنفسية.