لا تزال قضية المواطنة (م. خدوج) التي تداول الرأي العام والإعلام المحلي إقدامها على وضع حد لحياتها، برمي نفسها من الطابق الثاني لإحدى العمارات السكنية بخنيفرة، ترخي بظلالها على عدة أوساط محلية، ومنها أساسا أسرة المعنية بالأمر، التي واصلت إصرارها على استبعاد رواية الانتحار وتشديدها على أن الضحية إما قُتلت أو تم التخلص منها بتلك الطريقة المروعة لإيهام المحققين، في إشارة لزوج الهالكة الذي لم يكلف نفسه عناء تقديم تعازيه لأسرة زوجته بعد وفاة هذه الأخيرة، بل إن بعض الجيران أكدوا معاينتهم لهذا الأخير وهو ينقل بعض أثاث المنزل لوجهة مجهولة . ولم يفت أسرة الهالكة (م. خدوج)، من دوار لندا ضواحي القباب، التقدم ل «الاتحاد الاشتراكي» بنسخة من ندائها الذي عممته على مختلف الهيئات الحقوقية ومراكز مناهضة العنف ضد النساء، تطالب بمؤازرتها ودعم حقها في الكشف عن ملابسات وظروف الوفاة الغامضة للهالكة، مشيرة، إلى أن «علاقة الزوج بالهالكة كانت متوترة لأزيد من سنتين، الى درجة باتت معها الحياة الزوجية بينهما صعبة للغاية، سيما أمام تهرب الزوج من البحث عن عمل وتعلقه بممارسة القمار، حتى أنه فات له أن عمد إلى السطو على كمية من أثاث البيت وبلغ أمر ذلك للشرطة من طرف الزوجة الهالكة». وتؤكد مصادر «الاتحاد الاشتراكي» أن تحقيقات الشرطة القضائية بخنيفرة لاتزال مفتوحة منذ وفاة الهالكة، والتي استمعت لبعض أقارب وجيران ومعارف هذه الأخيرة، بينما واصلت استماعها للزوج الذي قيل بأنه كان متواجدا لحظة الحادث بالبيت، وأن الشقة هي في الاسم الشخصي للهالكة التي تتوفر بالتالي على حساب بنكي، وقد شوهدت، حسب بعض معارفها، وهي تقتني ديكا بعد عيادتها لاحدى قريباتها الخاضعة للعلاج بالمستشفى، ما يعني أنها كانت قبل الحادث الغامض بمعنويات نفسية عالية «. وكان الرأي العام بخنيفرة قد اهتز، مساء يوم الخميس 24 نونبر 2016، على وقع خبر إقدام مواطنة، في عقدها الرابع، على الانتحار، وذلك برمي نفسها من الطابق الثاني من إحدى العمارات السكنية المطلة على حيي المسيرة وفارَّة، حيث هرعت عناصر الأمن والوقاية المدنية والسلطات المحلية إلى عين المكان، فيما تم نقل المعنية بالأمر، على وجه السرعة، إلى المستشفى الإقليمي حيث فارقت الحياة ليتم إيداعها بمستودع الأموات إلى حين إخضاعها للتشريح الطبي، بتعليمات من النيابة العامة، وقد تعرضت أجزاء من جسدها لإصابات بليغة بفعل ارتطامها الشديد بالأرض. وبحسب المعطيات المتوفرة ل «الاتحاد الاشتراكي»، فإن الهالكة (م. خدوج)، المنحدرة من قرية القباب، من دون أطفال، متزوجة منذ عام 2012، وكانت في خلاف دائم مع زوجها من خلال حثه في كل مرة على البحث عن عمل، ما قد يكون سببا وراء الشجار الذي يقع بينهما، بين الفينة والأخرى، حسب مصادر عائلية. وقد خلف الحادث حزنا وألما كبيرا بين أفراد أسرة وجيران الهالكة التي أجمع الكثيرون على حسن سلوكها وطيبوبة أخلاقها.