أقدم رئيس تعاونية الخشابين والفحامين بخنيفرة (ومقرها بحي آمالو إغريبن) على وضع حد لحياته شنقاً في ظروف وصفت ب «الغامضة»، والتي كانت مفاجئة للجميع دون استثناء، حيث تم العثور على جثته معلقة بحبل استعان به في غفلة من أفراد أسرته، ولفه حول عنقه، ثم ثبته بإطار باب سطح بيته ودفع بجسده ليتدلى بالسلم الأسمنتي (الدروج)، حسب ما حصلت عليه «الاتحاد الاشتراكي» من معلومات، وتفيد المعطيات المتداولة بأن زوجته هي أول من اكتشفته معلقا وهو جثة هامدة، لينزل خبر الحادث كالصاعقة على جميع أفراد عائلة ومعارف الرجل الذي كان وجها معروفا على مستوى المنطقة. وقد تم إخطار الشرطة التي هرعت إلى عين المكان لمعاينة الحادث، في حين نقلت جثة الهالك إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي بخنيفرة قصد تشريحها، تحت إشراف النيابة العامة، لمعرفة أسباب الوفاة المفاجئة، والتأكد من عدم وجود شبهة ما وراء عملية الانتحار الذي تضاربت الآراء والروايات حوله. ووفقا لمصادر «الاتحاد الاشتراكي»، فإن الهالك (محمد أ . أ ) البالغ من العمر حوالي 51 سنة، وهو أب لأربعة أبناء، عثر عليه مشنوقا، صباح يوم الأربعاء 6 نونبر 2013، بسطح بيته الكائن بحي بويمحاكن بتيزي الميزان، المحاذي لحي أمالو إغريبن بخنيفرة، وأجمعت أسرته أن المعني بالأمر لم يكن يشكو من أية مشاكل عائلية أو مالية ولا حتى نفسية، وكان طبيعيا في تصرفاته طيلة ليلة انتحاره، ولم تلاحظ عليه أية تغيرات سلوكية قبل العثور عليه مشنوقا. ظروف الانتحار جعلت معارف الهالك وأفرادا من عائلته يركزون شكوكهم باتجاه احتمال وجود مشكلة له بتعاونية الخشابين التي يرأسها، ولم يفت مصادر عليمة الإشارة إلى اجتماع عقده مكتب هذه التعاونية وحضره المعني بالأمر قبل ساعات قليلة من وضع حد لحياته بتلك الصورة المفاجئة، ويروج حديث حول صفقة تتعلق بقطعة غابوية بأغبالو نخوان وجدتها التعاونية غير مربحة، وقد شددت أسرة الهالك على ضرورة فتح ما يلزم من التحقيقات بهذه التعاونية في علاقتها بانتحار الرجل، إلى درجة أن أفرادا من عائلة الهالك اقترحوا، في أول الأمر، رفض تسلم الجثة من المستشفى ما لم يتم فك لغز الوفاة الغامضة. الشرطة وجدت نفسها، بحسب مصادرنا المتطابقة، في مواجهة لغز محير، فيما باشرت أبحاثها وتحقيقاتها في كل الاتجاهات بخصوص القضية، بدءا من الاستماع للمحيط الأسري للهالك وأعضاء من تعاونية الخشابين، وبينما تعذر على المحققين، في أول مراحل التحري، معرفة تفاصيل ودوافع إقدام المعني بالأمر على شنق نفسه، مازالت أسباب الحادث مجهولة في انتظار نفض الغموض عن خيوطها.