لم تتضح حتى الآن معالم لغز انتحار الأستاذ الجامعي بكلية العلوم والتقنيات بطنجة، محمد البقالي الطاهري، والتي ظلت غامضة إلى درجة أن أقرباءه وزملاءه وطلبته في الجامعة أصبحوا مقتنعين بأن سر الرجل دفن معه. وفي يوم الانتحار، كان الرجل يتناول وجبة الغداء مع زوجته وأبنائه الأربعة. وعندما انتهى صعد إلى سطح المنزل، دون أن يثير انتباه أي أحد من أفراد أسرته، ولف حول عنقه حبلا وألقى بنفسه من على سطح المنزل مباشرة إلى الشارع حيث ظل معلقا، واضعا بذلك حدا لحياته. ويقول شهود عيان إنهم شاهدوا جثة الرجل معلقة بين سطح المنزل والشارع، فلم يصدقوا وظنوا أن الأمر مزحة. وهناك مارة أكملوا مسيرهم لأنهم كانوا يعتقدون أن الرجل ليس مشنوقا وإنما يحاول الدخول إلى المنزل عن طريق النافذة لأنه ربما ترك مفاتيح المنزل داخل البيت، إلى غير ذلك من الاعتقادات التي كان يتداولها المارة في شارع البرانص الرئيسي حيث كان يقطن الأستاذ الجامعي. أحد جيرانه اكتشف هول ما جرى وهرع إلى منزله ليخبر أسرته التي نزل عليها الخبر كالصاعقة، ولم تصدق حدوث ذلك وهي التي كانت تجمعها به، إلى وقت قريب، طاولة واحدة. مصدر مقرب من العائلة يقول إن أسرته لم تصدق الخبر، فمن أفرادها من خرج إلى الشارع ليراه معلقا، ومنهم من صعد إلى السطح ليتأكد عن قرب، ومنه من أغمي عليه، ومنهم من أصيب بالصدمة لهول ما سمعه. ويضيف المصدر نفسه أن ما زاد من حدة معاناة أفراد الأسرة هو طريقة الموت، فعملية الانتحار ظلت غير مفهومة، خصوصا وأن الرجل مصاب في رجليه بسبب حادثة سير تعرض لها خلال الأسابيع القليلة الماضية، الأمر الذي جعلهم يستغربون كيف فعل كل هذا وهو يعاني من إصابة في رجليه. «إذا كان قد توفي وفاة طبيعية لكانت المصيبة أهون علينا بدل الانتحار الذي بقي لغزا محيرا»، يقول أحد المقربين من المنتحر، قبل أن يتابع قائلا: «كانت حياته طبيعة وكان وضعه المادي مستقرا، ليست لديه مشاكل مع أولاده، وله سمعة طيبة داخل الأوساط الجامعية، كل هذه الظروف تجعلك لا تصدق ما حصل». ظلت المصالح الأمنية هي الأخرى حائرة أمام هذا الانتحار الفجائي رغم أنها استمعت إلى إفادات جميع المقربين إلى الهالك، ومازال التحقيق مستمرا. أكد مصدر آخر قريب من الهالك ل«المساء» أن الأستاذ الجامعي كان يرأس تعاونية للسكن تجمع أساتذة ومعلمين وأطباء، وأنه بعد وقوع حادثة السير، التي تعذرت عليه معها ممارسة مهامه على رأسها، عقد جمعا عاما في منزله أسندت خلاله الرئاسة إلى نائبه في جو وصفه، مصدرنا، ب«الحميمي والعائلي»، دون أن تكون هناك أية مشاكل في عملية تسليم الرئاسة. واستبعد مصدرنا أن يكون عدم بقائه على رأس التعاونية هو السبب في الانتحار.