علمت بوفاة السفير المهدي الامراني الزنطار من زميلة دبلوماسية اشتغلنا معا في البعثة الدائمة لبلادنا لدى الأممالمتحدةبنيويورك في فترة كان الراحل على رأس هذه البعثة. لم أتبين من الوهلة الأولى ما كانت تريد أن تقوله الزميلة عندما هاتفتني ناعية؛ ربما لأن المكالمة من مسافة بعيدة، ربما لأن صوتها كانت تغشاه رعشة وهي تردد:» توفي زنطار منذ أسبوع»، و بالتأكيد لأني كنت غير مصدق ما وقع، لما يعرفه الجميع من بنيته الرياضية، و قد زاده الله بسطة في العلم والجسم . دمعت عيني كما دمعت عين زوجتي التي أدركت الخبر من ارتباكي. ولذهولي سهوت أن أسأل كيف مات ؟ أفي حادث سير؟ وأين؟ في المغرب أو خارجه ؟ و أين دفن ؟. هاتفت الزميلة، بعد، في الرقم الذي كلمتني منه، وعرفت أنه اختار أن يموت كما كان شأنه في الحياة، متواضعا، منزويا، بعيدا عن الأضواء، مجتنبا أن يكلف الآخرين أي عناء. مات ودفن كجندي مجهول في كابو نيكرو في الشمال، حيث يتوفر على بيت للمصيف، بمنأى عن أسرته العريقة المتواجدة بين الدارالبيضاء ومسقط رأسه مدينة مكناس، وبعيدا عن أصدقائه المقدرين لوطنيته الأصيلة، وحنكته في الصنعة الدبلوماسية، ودماثة أخلاقه. عندما اتصل النادي الدبلوماسي بوسائل الإعلام لأخبارهم، سألوا: متى وقعت الوفاة ؟، وهل باستطاعتهم تغطية الجنازة ؟. قلنا لهم دفن من أسبوع مضى. فكان رد الفعل من بعضهم إن بلادنا متأخرة بقرن في التواصل. أيعقل أن رجل من هذا العيار كان عمله مادة إعلامية غزيرة في حياته ثم لا نودعه بما هو أهل له من الاحترام؟ ثم بحثوا عن صورة له ليرفقوها بالخبر فلم يجدوها لا في أرشيفهم و لا في الإنترنيت. قد أضع نفسي في خانة أصدقائه...تجاوزا. أما واقع الحال فهو أني كنت أشعر أني مرؤوس له على الدوام، ولا زلت أجهر بالقول إني كثير الاعتزاز بأن قسطا غير يسير من حياتي المهنية قضيته تحت إمرته في القاهرة و نيويورك. حط الرحال بي في الخارجية منتصف سنة 1962. ولم أشعر في ذلك الوقت أني حللت بإدارة هي حديثة العهد بالوجود، عمرها ست سنوات، طالما كانت دواليبها منتظمة كالساعة، تؤدي وظيفتها على شاكلة أية من مثيلاتها التي عمرت عقودا. و إذا كانت هذه الوزارة هي اللبنة الأولى لصرح السيادة المغربية المسترجعة، فخطواتها الأولى لم تعرف ولا شبه كبوة، بل أ فلحت في تحضير الملفات التفاوضية والبروتوكولية والسياسية والاقتصادية والإدارية. بنيتها التحتية تقتصر على فيلا لوريش، وبها مكتبان وقاعة كبيرة. أما المكتبان فهما للوزير الزعيم أحمد بلافريج، والمكتب الثاني لمدير ديوانه، شاب اسمه لاح في الأفق، حزمة من الحيوية والذكاء والثبات على المبدأ هوامحمد بوستة ،متعه الله بموفور الصحة والهناء، وهو يشرف على شبه خلية يعد أفرادها على رؤوس الأصابع و يعملون في القاعة التي تحمل الآن اسم بنهيمة. تلك النخبة من الشباب تلقوا تعليما جامعيا بالخارج، وتربية في أحضان الحركة الوطنية، فكانوا في فجر الاستقلال على أهبة لمواجهة التحدي بهمة واقتدار. من بين هؤلاء الفتية المهدي الامراني زنطار الذي أوكلت إليه عند توزيع العمل فيما بينهم مهمة التنظيم الإداري وتكوين الأقسام وتزويد الإدارة المركزية والسفارات الأولى بما يلزمها من تجهيز و تأطير على اختلاف المستويات. قصة هذا الرجل، الوطني حتى النخاع، المنحدر من إحدى الأسر المعروفة في مكناس، حيث تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي، ملحمة تتخللها مواقف مشرقة، خدمة لبلده وملكه. كان خلال وظيفته الدبلوماسية المديدة والمثيرة في نفس الوقت، رجل المهمات الصعبة، التي يؤديها خاصة في المنظمات الإقليمية والدولية بشجاعة وحنكة وإيثار. قابلت زنطار أول مرة بالرباط في بيت المشمول برحمة الله محمد عواد، مستشار صاحب الجلالة، الذي عملت معه عندما كان سفيرا في الجزائر، بصفتي قائما بأعمال القنصلية الوحيدة هناك. وكان زنطار سيخلفه في هذه السفارة على إثر حرب الرمال سنة 1963. وطرحت عليه وضعية القنصلية وملفاتها لأن التعليمات الصريحة من الإدارة المركزية كانت بعدم ادخار أي جهد لمساعدة جاليتنا على اجتياز المصاعب الجمة التي تتعرض لها. فأوزار هذه الحرب اكتوت بها جاليتنا هناك. فما أن استقل البلد الجار، حتى تنكر المسؤولون فيه حتى لرفاق الخندق أيام الكفاح. وأصبح مواطنونا عرضة لمطاردة الساحرات. وحيث شارك زنطار بصفته خبيرا في القانون الدولي، ضمن المجموعة التي تدرس القضايا المطروحة في هذه الفترة مع من يقابلها من البلد الجار، فقد بدا من الطبيعي انتدابه كسفير في الجزائر. وتمت الإجراءات الاعتيادية المطلوبة لاعتماده. ثم فوجئ الجميع بما صدر في الصحافة الجزائرية، يوما واحدا قبل التحاقه بعمله الجديد، من عناوين بارزة:»الجزائر لن تستقبل زنطار» وعين بدلا منه الإعلامي الكبير والسياسي الفذ قاسم الزهيري رحمه الله. ربما كانت المرحلة، في نظر البعض، غير مهيأة لربط أوصال قانونية محكمة، وزنطار رجلها بامتياز، فاستبدلت بالليونة والكياسة و هما ملكة في الزهيري. أما عملي معه فكان، كما أسلفت، في القاهرةونيويورك. التحقت بسفارتنا بالقاهرة في الأسابيع الأخيرة من سنة 1966. كانت مصر آنذاك وما حولها من بلاد الشرق الأوسط، وكأنها قابعة على بركان ينذر بالانفجار في أي وقت. الرسميون يؤججون الخصومة بينهم بما ساء من النعوت، و يحركون وسائل الإعلام الخاضعة لهم بتلقائية وإحكام، تماما كما يحرك القط ذيله. وربما كان المغرب البلد العربي الوحيد الذي ظل بمنأى عن التحالفات والتحالفات المضادة و سلك في سياسته العربية نهجا رزينا يحافظ على آصرة متوازنة مع بلاد المنطقة بأسرها بعيدا عن السعي وراء استحسان طرف مما ينتج عنه تلقائيا استهجان طرف آخر. واعتبارا للجو العاصف في المنطقة آنذاك، وقع الاختيار على شخصية قادرة على احتواء الموقف، وتتسم بالشجاعة والبصيرة والهدوء، وتتفاعل مع الظروف والأحداث، غير زائغة عن الخط المرسوم. ومن يكون هذا الطائر النادر غير المهدي الامراني الزنطار؟ التحق زنطار بالقاهرة منتصف شهر مايو ،1967 و كان تعيينه في هذا المكان و في هذا الوقت بالذات، تحسبا لأحداث داهمة تنذر بشر مستطير. ولا أدل على ذلك أن الموعد الذي حدد لتقديم أوراق اعتماده كان 6 يونيو، أي يوم الاعتداء الصهيوني الآثم على مصر، ولذلك أجل بشهر. سفيرنا في القاهرة يقوم بمهمتين؛ معتمد من ملكنا لدى الرئيس المصري وفي نفس الوقت مندوب المغرب لدى الجامعة العربية. المرحوم زنطار وكاتب السطور عند مدخل الجامعة العربية أما المهمة الأولى، فقد مارس مثيلة لها في مراكز أخرى، واكتسب ما يناسب من التجربة، ولو كانت الظروف تختلف. وأما الجامعة العربية فقد سبق له أن انتدب لمؤتمرات دولية، وإن كانت طبيعتها لا تنطبق على الجامعة العربية. وفي المهمتين وزع العمل على مساعديه، زمرة من الدبلوماسيين النشطين الذين يمتازون بالكفاءة والخلق. و قد ساعدوه على التأقلم مع المحيط العربي، وهو الذي درس ثم اشتغل حتى ذلك الحين باللغة الفرنسية. .كان نصيبي في توزيع العمل الشؤون القنصلية وملفات الجامعة العربية ذات الطبيعة التقنية و رعاية المصالح التونسية حيث كانت العلاقات بين تونس ومصر مقطوعة آنذاك. شهدت العلاقات الثنائية مصر-المغرب تحسنا يرى بالعين المجردة. وترددت على بيت السفير شخصيات كان ينتقيها، ليس فحسب من الأوساط السياسية، ولكن كذلك من بين مشاهير الأساتذة الجامعيين والمثقفين والفنانين، بحيث كان أول بلد توجهت إليه أم كلثوم في تنقلاتها خارج مصر بعد عدوان 67 هو المغرب، بإيعاز من زنطار. أما في الجامعة العربية فقد كانت اجتماعاتها كوثائقها المعروضة فضفاضة وغير منضبطة. يأتي زنطار للاجتماع في الساعة المحددة له، وينتظر طويلا قبل أن يصل الآخرون ومن بينهم طاقم الجامعة، فيتساءل في بداية الاجتماع هل هناك خطأ في الوقت المحدد في الاستدعاء، فيكون الرد بالنفي. يبتسم ويشير إلى الساعة المعلقة في القاعة ويضيف هذه في حاجة إلى ضبط. وفي أحيان أخرى، يقترح أحد المندوبين رفع الجلسة قبل أوانها لأنه ارتبط بالتزام، فتكون ملاحظة زنطار : «لا عليك سأخبرك بكل ما دار في الاجتماع أثناء غيابك». قد تؤخذ ملاحظاته مأخذ الدعابة ولكن الرسالة تكون قد وصلت، فلا تتكرر مثل هذه التجاوزات. أما الوثائق المطنبة فإنه يفلي فقراتها سطرا سطرا، ويضع أسئلة يتبين من الرد عليها أنها ملأى بحشو لتضخيم حجمها ليس إلا. عملت معه زهاء سنتين في القاهرة. ويا لها من فترة سعدت فيها و»أتممت نصف ديني»، وتم تحرير عقد الزواج في السفارة، وقام بدور القاضي السفير زنطار، والعدلين السفير محمد الناصري رحمه الله والسفير أبو بكر المنصوري متعه الله بالصحة والعافية. وذات صباح استدعاني السفير إلى مكتبه وأخبرني أنني منقول إلى سفارتنا في طهران. كانت العلاقة قد توطدت بيننا إلى حد بعيد وكنت اعتقد أنه سيتمسك بي، ولكن استغربت أنه تمنى لي التوفيق في طهران وأن أحظى لدى السفير هناك بمثل ما حظيت لديه من تقدير. قلت له:» تزكيه مخطوطة منك ستكون أبلغ من تمنياتك لي بالتوفيق».قال: «سأمنحك أكثر مما طلبت. هب أن التزكية أعطيت لشخص وهو غير أهل لها، فمفعولها سيتبخر بعد نصف شهر. وإذا أعطيتها لك وأنت تستحقها فسيبقى هاجسك وهاجس سفيرك الجديد أن قسطا من نجاحك يعود الفضل فيه إلى التزكية. نصيحتي أن تعتمد على نفسك فقط ولا تستند إلى سور إذا انهار انهرت معه». ثم أضاف: «هل فهمت قصدي؟» قلت: __نعم__.قال: «هل اقتنعت؟» لم أرد. انتقلت إلى طهران ووجدتني في سفارة كان الجميع يطلق عليها سيدة أو أميرة السفارات، لا أذكر ما النعت بالضبط. ولكن أذكر جيدا ما كانت هذه السفارة تتميز به من إشعاع وما نعمت به من حظوة بفضل تألق السفير وللدور الاجتماعي لزوجته السيدة كنزة كريمة الزعيم الطريس التي بهرت المجتمع الإيراني بخلقها وجمالها ولغاتها. لم أكن ، كما قال زنطار، بحاجة لتزكية. بعد طهران وقضائي بعض الوقت في الإدارة المركزية نقلت في شتنبر 73 إلى نيويورك على مضض؛ لا تحسبا لصعوبة العمل، ولكن مرعوبا مما أسمع وأرى في الأفلام عن مظاهر العنف في شوارعها. بيد أني كنت مشتاقا للعمل من جديد مع زنطار الذي كان على رأس البعثة هناك. قال لي عندما دخلت مكتبه أول مرة:» ربما تعتقد أني سعيت من أجل التحاقك بهذه البعثة. أكون صريحا بأني لم أفعل، لأن الإدارة أدرى بالتوزيع الملائم لمواردها البشرية. أما وقد قدمت فنصيحتي الأولى أن تنكب على ميثاق الأممالمتحدة وقانونها الداخلي حفظا واستيعابا لأنهما يشكلان أداة العمل الضرورية في كل محفل». وكانت البعثة عندما وصلتها أول مرة تتوفر على ثلاثة دبلوماسيين لا أكثر. زنطار ثم رئيس النادي الدبلوماسي حاليا السفير صالح الزعيمي ثم كاتب السطور. ولكن حسهم ونشاطهم يعطي الانطباع بأنهم كثر. تتوفر الأممالمتحدة في نيويورك على خمس قاعات كبرى مهيأة للاجتماعات ذات الطابع الدولي، وسبع قاعات أصغر للقاءات المحدودة العدد، كالمجموعات الإقليمية أو الفنية أو لأغراض تشاورية. وكل هذه القاعات تستغل يوميا للقاءات ذات مآرب متنوعة. زنطار كان يغطي أكثر ما يمكن من الاجتماعات المحدودة والعامة مستعينا بمساعديه الاثنين منبها أن الجمع كلما صغر زادت أهميته و زاد خطره. يتعذر أن أطنب في استعراض ما كان يقوم به زنطار هناك. وربما حاولت ذلك مستقبلا في مقام آخر. ولكن يمكن الجزم بأنه كان من خيرة مجاهدي الدبلوماسية، كان يهيمن على كل مجلس حضره. حازما و واضحا في تدخلاته وخطبه، مؤمنا كل الإيمان بكل ما يفضي به، مستعصيا على من يناقضه. ولذلك نراه متواجدا في كل مؤتمر دولي تعرض فيه أو يحتمل أن تعرض فيه قضية وحدتنا الترابية. صدى نجاحه كان يقابل بالإعجاب من العارفين. فكم من مرة أثني الملك الحسن الثاني رحمه الله سرا وعلانية. عمل في نيويورك مرتين. فقد أنهيت مهامه في المرة الأولى عندما كانت البعثة في أبهى إشعاعها، على اعتبار أنها ستستمر على نفس الوتيرة ما دامت وضعت على سكة المسير. و مع ذلك فقد تبين من المناسب أن يعود المهدي الامراني الزنطار على رأس البعثة المغربية في نيويورك. غادرت وإياه البعثة في نفس الوقت سنة 1984، هو للتقاعد وأنا للبرلمان. وكنا نتقابل في المناسبات و التقينا آخر مرة في احتفالية الذكرى الخمسين لإنشاء وزارة الخارجية. كان مكتب النادي الدبلوماسي، وهو يحضر لهذه الذكرى، يستعرض أسماء المتدخلين أثناء الجلسة الفريدة. ولما تطرقنا لقضية وحدتنا الترابية أشرت بأن أفضل من يؤدي ذلك هو المهدي زنطار، خاصة وأنه كتب بخط يده تحفظ المغرب على قرار منظمة الوحدة الإفريقية، الأخذ بمبدأ الحدود الموروثة من الاستعمار كما رسمتها الإدارة الاستعمارية بمسطرة وقلم. وأوضح أن حدود المغرب ترتكز على الأسس القانونية للدولة الحديثة ذات أصالة، فالمغرب، بالرغم من الحجر الذي فرض عليه أربعين سنة، لم يفقد سيادته التي ظلت تحت رعاية ملك البلاد. سألوني في المكتب: «وهل يقبل؟» قلت: «سأحاول». هاتفته وعرضت عليه اقتراح المكتب. تردد. غير أني أصررت موضحا أن ما في ذاكرته من خلفيات ليست ملكه وحده وإنما هي من تفاصيل التاريخ. لبى زنطار الدعوة وحضر. جدولت للجلسة سبعة أو ثمانية عروض تتفاوت في الأهمية وأعلن رئيس الجلسة، ولم يكن من الوسط الدبلوماسي، أن الوقت المحدد لكل تدخل هو ربع الساعة. شرع زنطار في الإلقاء وبعد عشر دقائق نبهه رئيس الجلسة أنه لم يتبق من الوقت إلا خمس دقائق. وبعدها قاطعه بأن الوقت انتهى. كانت هناك محاولة لتنبيه الرئيس أن ما سيفضي به زنطار يكتسي أهمية قصوى، ولكن الرئيس ألح بأن النظام هو النظام. تمهل زنطار في مقعده برهة ثم انصرف. تبعته وسألته عما إذا كان مستاء مما حصل. قال: «لو كان في علمي أن الوقت محدد بهذا الشكل ما قدمت. ولو أني نبهت في البداية بأنني لا أستطيع التقيد بهذه الفترة الوجيزة لكان تأويل بعضهم أنني استنقص عروض الآخرين أو أستخف بها». آخر مرة سمعت عنه كان بمناسبة حفل زفاف. العريس من أسرة زوجتي والعروس من أقرباء زنطار الذي كان حاضرا مع أسرته. سأل زوجتي عن سبب غيابي فأجابته بأني كنت في مهمة حزبية خارج الوطن، وأضافت: «إنك على الدوام مثله الأعلى» فرد عليها: «إن زوجك هو في حد ذاته مثل أعلى». ربما كان تعقيبه من باب رد التحية بأحسن منها وربما لأنه اعتاد أن يصف أي أحد بأحسن من صفته. قد يكون هذا أو ذاك. اللهم إني لا أروم اعتدادا بالنفس، فقد تكون الخيلاء ضربا من البطر والإسفاف، ولكن حسبي أن أشهد الملأ للذكرى والعبرة والوفاء.