كتبت إبنة الصحراء الفنانة المغربية، أم الغيت على قاعة مسرح «ميرفارت» بمدينة أمستردام في بلاد الأراضي المنخفضة، المشهورة باستضافتها لأشهر الفنانين العالميين، أجمل الجمل الموسيقية بحبر حبات رمل ذهبي ممزوج بزرقة أنهار المدينة. تتوسط أم الغيث بنصحراوي الملقبة ب»أوم» زربية تقليدية مغربية بألوان زاهية، انبثقت منها رسالة طالما آمنت بها أم الغيث ودافعت عنها للمكانة التي تحظى بها في قلبها المرأة الصحراوية التي تنتج «الزرابي» المسماة «بوشرويط» المصنوع من ملابس قديمة. نسجت أم الغيت ذات ليلة الأسبوع الماضي «زرابي حياة» امتدت من أعلى تلال كتبان محاميد الغزلان في عمق الصحراء المغربية إلى أعماق أجمل أنهار أمستردام إعلانا منها على استمرار قصة حب تتغدى من شرايين صوف بلون الحياة يتربع على قلب مغرب متشبع ببريق حبات رمل صحرائه الذهبية. وغنت الفنانة المغربية، أم الغيت، في حضرة نخبة من الجمهور الهولندي والمغربي، أغاني مغربية وأخرى بإيقاعات غربية مستوحاة من ثقافة الصحراء ومحيطها، وشنفت أذان الجمهور المتعدد الجنسيات بمقطوعات غنائية انتقتها بعناية من ألبومها «زرابي» الذي ألفته وأنتجته في عمق صحراء محاميد الغزلان يضم مقطوعات غنائية مستوحاة من الثقافة الصحراوية. لقد احتفت الأراضي المنخفضة بإبنة الصحراء الفنانة المغربية، أو مغنية السول كما يحلو للبعض أن يلقبها، فقد تمكنت أم الغيث بنصحراوي من خطف أنظار الحضور الراقي بعمامة رأسها المشدودة بفنية عالية، والمتعددة الألوان والمجوهرات الجميلة تتزين بها، وشدت الجمهور بملابسها التي توحي بغناها الثقافي وبجدورها الإفريقية والمغربية قبل أن تسافر بهم إلى عالم آخر يتميز بسحرها الخاص. لقد جددت مبادرة كل من الهولندية من أصل مغربي حنان الغزواني هويكرز رئيسة جمعية «بيل ايفانتس» (الأحداث الجميلة) والهولندي من أصل مغربي حسن العموري رئيس مع مؤسسة «أرتغنزا» للثقافات العالمية (دار الفن والابداع)، التأكيد من خلال مبادرة تنظيم هذا الحفل الفني، الذي تميز بحضور سفير المغرب بلاهاي عبد الوهاب بلوقي والقناصل العامين للمغرب في كل أمستردام وأوتريخت، روتردام ودين بوش، طلال جنان وعبد العزيز تادجوستي ومصطفي طرفية وخالد كلزيم، على أن الابداع الموسيقي الغنائي المغربي المتنوع والراقي لن يكون غلا رافعة لتعزيز التقارب بين الشعوب وفعلا إبداعيا يعكس العمق الثقافي المختلف الحامل لرسائل انسانة نبيلة تخدم البشرية جمعاء. وتمثل أم الغيث بنصحراوي الملقبة ب»أوم»، التي صاحبتها في حفلها فرقة موسيقية من أربعة عازفين ينتمون للمغرب وهولندا وكوبا شاركتها الرقص حافية القدمين، نموذجا جديدا للأغنية المغربية مع استحضار الطابع الموسيقي العربي والصحراوي واللغة الإنجليزية وفنانة منفردة بإيقاعات إفريقية جعلت من أغانيها تقتحم مناطق عديدة في العالم. ويضم ألبوم «زرابي»، تم تسجيله في منطقة محاميد الغزلان عبر ميكروفونات وضعت على الرمل، في تجربة جديدة جعلت الطبيعة عبارة عن استوديو مفتوح، عشر أغاني هي: «نية»، و»ليلة»، و»هنا»، و»جيني»، و»أهواه، وولي»، و»ومانسيت»، و»الناي»، و»سعدي.. وتميز حفل الغيث بنصحراوي الملقبة ب»أوم»، الذي كان خطوة جديدة في مسيرة التقارب الحضاري من خلال لغة الموسيقى وفرصة للالتزام بتعزيز الحوار الثقافي، بمشاركة الفنان الفرنسي سيبريس والمغني الباريسي ذو الأصول البرتغالية. وقد قدم الفنان الفرنسي سيبريس، العصامي الذي اختار منذ سن مبكرة طريق الفن والابداع، مجموعة من الاغاني من ربرتواره الخاص الذي يمتح من التجربة الإنسانية والاجتماعية، في يتجاوز للافق الجغرافي وعقباته اللغوية و يستمد غناه من قصائد الشعر الفرنسي لأكبر شعراء بلد موليير.