احتفاء بمنخرطيها ، الذين ختموا مسارهم المهني ، واعترافا بما بذلوه من جهد في سبيل تربية الأجيال وخدمة الوطن، أقام المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتعليم، العضو في الفدرالية الديمقراطية للشغل بوجدة، حفلا تكريميا لفائدة ثلة من نساء ورجال التعليم المحالين على التقاعد ، احتضنه فضاء النسيج الجمعوي بوجدة، مؤخرا، وعرف حضور نواب سابقين وممثلين عن هيئات نقابية وسياسية وحقوقية وجمعوية ورؤساء مصالح بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين والمديرية الإقليمية... وافتتح الحفل، الذي نشط فقراته الكاتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتعليم محمد بورزمة، بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم قدمت بعدها الأستاذة ذكرى، عضو المكتب الإقليمي، كلمة باسم الأخير أبرزت في خضمها إصرار النقابة الوطنية للتعليم والفدرالية الديموقراطية للشغل على مواصلة النضال مع فئة المتقاعدات والمتقاعدين من أجل معاش كريم يستجيب لحاجياتهم، مؤكدة بأنهم سيكونون في طليعة المدافعين عن حقوق هذه الطبقة وعموم الشغيلة التعليمية المغربية. وسجلت كلمة المكتب الإقليمي اعتزاز أعضائه بالاحتفال بمجموعة من المنخرطات والمنخرطين الذين تحملوا المسؤولية داخل القسم أو الإدارة، قبل أن تحين لحظة المغادرة بعد مسار مهني مليء بالتفاني ونكران الذات لخدمة المصلحة العامة «وكل ذلك في صمت ، مواجهين كل المصاعب والعراقيل المادية والمهنية وظروف العمل الشاقة دون وهن أو ملل في سبيل تكوين أجيال المستقبل». وقدم الكاتب الإقليمي للتضامن الجامعي خليل الغول، كلمة باسم المكرمات والمكرمين أشاد من خلالها بالتفاتة المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتعليم ، مشيرا إلى أن الاحتفاء بالمتقاعدين المنضوين تحت لواء هذه النقابة أصبح تقليدا راسخا يميزها على مستوى الإقليم، خاصة وأن «الدولة لا تكرم متقاعديها إلا المتقاعدين الكبار وتتخمهم بالأموال الطائلة بينما الموظفون الذين يشكلون قواعد الدولة لا اعتبار لهم مع كامل الأسف». واعتبر أحد المكرمين حفل التكريم الذي خصه المكتب الإقليمي للمتقاعدين، بمثابة «إكليل وتاج على رؤوس المكرمين، لأنه «تقدير لنا وشهادة من طرفهم على نبل مسارنا واعتراف بنا وبالعمل الدؤوب الذي قمنا به...» ونوه المتحدث بالنقابة الوطنية للتعليم (فدش) مبرزا بأنها كانت وستظل حصنا منيعا أمام كل من يحاول أن يدوس على كرامة الشغيلة التعليمية أو يمارس عليها الشطط... واعتبرها مدرسة أعدت وأطرت المواطن الايجابي وظلت متجذرة بين طبقات الشغيلة ومدافعة باستماتة عن المدرسة العمومية «التي أصبحت في سوق النخاسة يتربص بها المتربصون حتى يرموا بأبنائنا في الشارع وفي مستقبل لا يقدر عواقبه». أما الأستاذ عبد السلام المساوي، أحد المكرمين، فنوه بدوره بالتفاتة المسؤولين في النقابة الوطنية للتعليم بوجدة ، مشيرا إلى أن تكريم المتقاعدين أصبح ثقافة واختيارا وقناعة لديهم، وتحدث عن نساء ورجال التعليم وقال إنهم لا يتقاعدون لأنهم «عشاق الكلمة يعرفون ميلادا جديدا مع بداية كل موسم دراسي مع كل طفل يريد أن يتعلم ومع كل تلميذ يحارب الجهل»، مضيفا «نحن لن نتقاعد لأننا سنبقى مستمرين في أولادنا وبناتنا الذين علمنا وما أحلى أن تلتقي إطارا ويقول لك «أستاذ أنت قرتني» وهذا أجمل ما ربحنا من هذه المهنة التي اخترناها قناعة واختيارا لا حرفة وارتزاقا، لأن مهنة التعليم ليست ككل المهن ولا ينبغي لها أن تكون، لأنها إذا كانت حرفة ومهنة كباقي المهن فإن المجتمع سيفقد بوصلته». هذا وقد تخللت الحفل، والذي عرف تكريم 20 إطارا تربويا (6 مكرمات و14 مكرما)، قراءات شعرية قدمتها الأستاذة أمينة عبد القوي ووصلات من الطرب الغرناطي أبدعت في أدائها الفرقة الموصلية للطرب الغرناطي.