الورد يرمز للمحبة والسلام، جئت أقول لأصدقائي الأقباط أني حزينة على الأرواح التي زهقت بدون ذنب"، هكذا قالت شيرين سمير أثناء مشاركتها في حفل تأبين ضحايا الكنيسة البطرسية. وقتل 26 شخصا وأصيب 48 آخرون، في هجوم انتحاري نفذه شاب بحزام ناسف، الأحد الماضي، في الكنيسة البطرسية الملاصقة للكاتدرائية المرقسية، مقر بابا الأقباط، بالقاهرة. وأعلن تنظيم داعش الإرهابي في بيان مسؤوليته عن الهجوم. ونظم عشرات المصريين مساء يوم السبت حفل تأبين لضحايا الكنيسة، حاملين الورود والشموع، فيما عزفت فرقة كنسية الموسيقى الجنائزية. وأضافت شيرين التي شاركت في حفل التأبين برفقة زوجها ونجلها، حاملة بوكيه ورد، لوكالة أنباء (شينخوا)، " جئت لأقول للأقباط نحن معكم، وأشاطركم الحزن". وأشارت إلى أنها تستهدف من المشاركة في التأبين أن تبعث "رسالة سلام ومحبة" للمسيحيين في مصر. وتمنت أن ينتهى الجيش من ترميم الكنيسة البطرسية التي تم الاعتداء عليها قبل السابع من يناير القادم، حتى تشهد احتفالات المسيحيين بعيد الميلاد المجيد. وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي أمر القوات المسلحة بترميم الكنيسة البطرسية خلال 15 يوما فقط. " العمل لترميم الكنيسة مستمر 24 ساعة في اليوم، على ثلاث ورديات، مدة كل وردية ثماني ساعات"، قال ذلك أحد العاملين في الكنيسة البطرسية ل"شينخوا" رافضا الكشف عن هويته. ووصف الجهد المبذول لترميم الكنيسة بأنه "خرافي". أما سهى الترجمان، وهي مسلمة تضع لافتة مكتوب عليها " أنا البطرسية" على صدرها، فقالت إنها حضرت لتظهر غضبها من الحادث الأليم الذي تعرضت له الكنيسة، وحزنها على الضحايا. وأضافت " جئنا بأكاليل ورد وشموع للوقوف حداد بدون شعارات سوى أنا البطرسية فقط"، الذي يعني " أننا كمسلمين ومسيحيين واحد". " الهدف من الوقفة أن نظهر كمواطنين مصريين أيا كانت ديانتنا أننا نرفض الهجوم، وأن أي إرهاب يعتقد أن ضربه بيت الله، وهو الكنيسة، إنجاز يبقى لازم يضربنا أيضا"، تابعت الترجمان. ورأت أن مثل هذه الأحداث تقوي المصريين، مشيرة إلى مشاركة سيدات منقبات وأطفالهن في حفل التأبين. وختمت " أقول للمسيحيين دمتم لمصر عزة وعزوة وكرامة، ربنا يخليكم". فيما قالت إنجي، وهي فتاة مسيحية (27 عاما)، أن من أرسل لها دعوة للمشاركة في حفل التأبين صديقها المسلم. وأكدت أن " المسلمين في مصر قلبهم على المسيحيين، ولا فرق بين مسلم ومسيحي، كلنا إخوة". ودعت إلى ضرورة القصاص من مرتكبي حادث تفجير الكنيسة البطرسية. " نحن شعب واحد، كلنا إخوة رغم اختلاف الأديان، لنا رب واحد نعبده"، بهذه الكلمات علق مصطفى أمين على مشاركته في حفل التأبين. وقال أمين إن " العمليات الإرهابية لا تمت للدين بصلة، لا يوجد دين يدعو للعنف أيا كان نوعه، الضحايا إخوتنا". " ولدت في مكان المسيحي والمسلم في نفس البيت، كنا نحتفل في مناسباتنا ومناسباتهم مع بعض، جيراني وأصدقائي مسلمين ومسيحيين عمرنا ما فكرنا في ديانة أحد، المهم المعاملة"، تابع أمين. ووصف شعار " أنا البطرسية" الذي يرفعه المشاركون في حفل التأبين بأنه يؤكد " نحن واحد، لا فرق بينا، أخي في الكنيسة تعرض لهجوم، ونحن تعرضنا لهجوم على مسجد، أنا الجامع وهو الكنيسة البطرسية، أنا الكنيسة وهو الجامع". أما محمد أبوحامد عضو البرلمان المصري فقد اعتبر حفل التأبين " وقفة تضامن مع أسر الشهداء"، مضيفا " بلدنا لن تنكسر". وقال أبو حامد " شهداؤنا قدموا أرواحهم حتى تكون بلدنا أحسن، وإن شاء الله بلدنا ستكون أحسن، وإرادة الشعب ستنتصر، وأرواحهم لن تذهب سدى". وأشار إلى أن البرلمان سوف يبحث الاثنين القادم مقترحا لتعديل قانون الإجراءات الجنائية، من شأنه أن يجعل محاكمة الإرهابيين أكثر سرعة وحسما وردعا. " هذا الشعب مترابط ليوم الدين، ونحن ضد الإرهاب"، قال الدكتور جميل بوطر نائب نقيب "صيادلة مصر"، وهو يمسك بشمعة في حفل التأبين. وواصل بوطر " مصر ذكرت في القرآن والإنجيل، وسيسقط الإرهاب، وتنتصر مصر في النهاية"