يدي التي تضحك كلما حط الفراش على سريرها، كانت سخية مثل دموع شمعة ودافئة مثل الحنين. يدك التي كانت تلوّح للسفن الهاربة بأحلام العاشقين مثل بندول ساعة حائطية، تعبتْ منها الأصابع والمناديل. ****** يدي التي طالما سافرتَ على شراعها الى مدنك الخضراء، انتظرتْ أن تزين معصمها بالنجوم وتهديها عطرا من رائحة السماء، ظلت ممدودة الى الأمل. يدك التي تفتش في دفاتر قلبي، وتبحث بين أقبية الرموش، أترك لها كل أسراري عارية حيث لا سرَّ إلا أنتَ. ****** يدي التي ضاعت خطوطها وهي تلهث خلف أصابعك، كلما بَسَطْتُها لعرافة الحي في أقصى الزقاق، تورق غابة من ضوء تحجب عنها الرؤية. يدك التي كانت تمطر كلما ارتجت غيمتان بعد لقاء، فتزرع حقولا في دمي، صارت تقتل الأجنة وهي قصيد. ****** يدي التي تنكرتْ لذاكرتها ولخط الرسائل المحفوظة تحت وسادة الانتظار، ما عادت تخط سوى أغنيات حزينة عن قمر لم يكتمل. يدك التي أحتمي بها كلما جُنّ الشتاء، كانت معاطفي وقفازاتي كلما طوحت بي العاصفة وارتعشت مني الحروف. ****** يدي التي كانت مشغولة بتطريز المساءات ببتلات الياسمين والشموع، ما عادت تتقن صنعة الحب بعد أن صدئت الكلمات وتحللت الأقنعة من جلدها. يدك التي تبكي كلما غاض نهر السماء، وتبتسم كلما ضحكت السنابل في وجه فلاح حزين، يد طفل معلقة على حبل أمنيات العيد ****** يدي التي زرعتها بين راحتيك، نسيت أنني ربيتها على الخوف مثل الغريب، لهذا كانت دائمة الحذر. يدك المثقلة بالوعود ، تشرب من يدي رواء سنين فيسيل حلم على حافة الطريق. ****** يدي التي ترقص كلما لمحتْ وقع حذائك على الرصيف المقابل للروح، ضغطت على الريموت كنترول صاح شيخ صارم النظرات: الرقص حرام.. ارتجفت وهي تتذكر إيقاع أصابعها خلف صوتك يدي التي كلما قبَّلَتْكَ، توردت وجنة القمر خجلا، وأغمضت عينيها السماء ، صارت تصفق في نهاية كل عرض سخيف، ماعادت يدي... ربما تشبه يدي.