يجيء القمر وئيدا ليبتسم بنضج العناقيد في بحيراتك الواسعة يجيء ليوزع قلائد الضوء بيديه الناريتين على صباح يعزف الأكورديون ليجفف وسادتك المطرية من عوالق الريح.. يجيء كي لا يدير ظهره للعشاق الذين يصنعون خمس قارات من رقائق الفرح العنيد يجيء ليَكْسُوك بألف بستان تفاح، ويفتح ثغرة في لحم المسافة الغفيرة.. يجيء كي يمتحن العازف الذي يستخدم قلبه المحموم كي يعود بالشمس إلى حجرتها السوداء يجيء ليضع ابتسامة مخمورة على ملاءة تحرث مراعي الدخان بالملائكة فتعالي أيتها الصفصافة التي أغمضت عينيها اللوزيتين تحت قميصي.. تعالي سريعا كي يستعيدني الثدي والقماط والشب والحرمل والنغنغات والأراجيح.. تعالي، لأنني تعلمت كيف أمشي لأرى ما لم تره الأشجار من الغابة تعالي لأحتفظ بأخطائي التي تتسع لألف نبي يخرجون الغربان من دم الأرض فيا أيتها الأخطاء لا أحتاج لجميع أصابعي كي أمنع معطفك الشتوي من منازلة مطر يقضم مفاصل النوم يكفي أن تتساقطي بكامل اخضرارك على أحلام الطير كي يحتك جلدك الأسمر بالصراخ العالق في أعشاش الغمام يكفي أن ترتعشي كي أغزل عزلتي على هيأة نهر يُعِير سَرِيرَه للجبل ويا أيها القمر لا تحدق في حذائك كي يغمر نورك ظلي الذي يتسع لريح من تسعة طوابق لا تجعلني ألوِّح للرماد كي لا يتسع الجمر للعادة لا توقظ يدي، فأنا لا أعتقد أن سرب النجوم يتكئ على ضجيج الأجنحة ولا أعتقد مثل الأنبياء الناضجين أن الليل عينان مغمضتان أمهلني قليلا ريثما أستعيد ولعي بأزرارك أمهلني أيها الكوكب الفضي كي لا تتعكر جسوري إليك بعناق يُقدِّس الملح ويتدلى برهافة فراشتين كلما لمح الحجر.