اختتمت مساء الأربعاء في مالطا، الجولة السادسة من المحادثات غير الرسمية حول النزاع المفتعل بالصحراء المغربية ، دون إحراز اختراق يمهد لعقد الجولة الخامسة من مفاوضات مانهاست المتوقفة منذ مارس 2008، وذلك بسبب تعنت الطرف الآخر الذي يصر على عدم التباحث بجدية حول الحل السياسي الذي دعت إليه قرارات مجلس الأمن منذ 2007، بل وصل به الأمر إلى رفض الخوض في موضوع حقوق الإنسان الذي كان هو من اقترحه ، مما يؤكد خشيته من انكشاف زيف ادعاءاته. وفي هذا الإطار أكد الطيب الفاسي الفهري وزير الشؤون الخارجية والتعاون أن الوفد المغربي «يستغرب بقوة كون الطرف الآخر في المباحثات رفض أن يتكلم في موضوع حقوق الإنسان علما بأن هذا الطرف هو الذي طلب إدراج موضوع حقوق الإنسان في المباحثات.» وتساءل الفاسي الفهري «هل هذا مرتبط بقوة القانون والعدالة المغربية أم هو متصل بهذه المنظومة الجديدة التي أحدثت بفضل إرادة جلالة الملك محمد السادس أي المجلس الوطني لحقوق الإنسان الذي يعتبر أعلى درجة لا بالنسبة للمعايير ولا بالنسبة للمصداقية أو التعامل إذا ما وقع مس بحقوق الانسان هنا أو هناك» ،مؤكدا أن الوفد المغربي كان على استعداد تام خلال هذه الجولة لبحث موضوع حقوق الإنسان والرد على الأكاذيب والمبالغات التي تروج خارج قاعة المفاوضات . ومعلوم أن المحادثات غير المباشرة التي احتضنت مالطا جولتها السادسة تأتي ضمن الرؤية التي أتى بها كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء، والتي تهدف إلى عقد مباحثات غير رسمية «لكسر الجمود» و« خلق أجواء الثقة» و« إعداد الأرضية» الملائمة لعقد جولة خامسة من مفاوضات مانهاست. من جانبه أكد المبعوث الشخصي، أن الأطراف قررت خلال الجولة المقبلة الاستمرار في بحث المقاربات المجددة بما فيها إجراءات التهدئة ووسائل تلافي أي استفزاز من شأنه أن يؤثر سلبا على مسلسل المفاوضات، وأن «الطرفين اتفقا على إجراءات تكميلية لعمل المبعوث الشخصي». وفي ما يتعلق بتدابير الثقة، أوضح المبعوث الشخصي أن هذه الجولة من المباحثات تطرقت الى نتائج اللقاء مع مكتب المفوضية العليا للاجئين بداية فبراير الماضي وأكدت الأطراف دعمها للتنفيذ الجيد لبرنامج العمل المتعلق بتدابير الثقة لسنة 2004 وكذا للبعثة التقنية للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التي تنعقد في أبريل القادم بهدف ضمان ظروف تنظيم الزيارات العائلية عبر البر. وينتظر أن تعقد الجولة السابعة من المحادثات غير الرسمية في شهر ماي القادم، ولم يتحدد بعد مكان انعقادها. وضم الوفد المغربي المشارك في هذه المباحثات الطيب الفاسي الفهري وزير الشؤون الخارجية والتعاون، ومحمد ياسين المنصوري المدير العام للدراسات والمستندات، وماء العينين خليهنا ماء العينين الأمين العام للكوركاس.