ذكر الطيب الفاسي الفهري، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، أن الوفد المغربي أكد، خلال الاجتماع الثالث التحضيري للجولة الخامسة من المفاوضات غير الرسمية حول الصحراء، ضرورة إعطاء دينامية جديدة ودفعة نوعية للمفاوضات، بالتركيز، ليس فقط، على مواصلتها، وإنما تفعيلها، حسب الإمكانيات، ووفق ميتودولوجيا جديدة. وقال الفاسي الفهري، في تصريح للصحافة، في ختام هذا الاجتماع، إن الوفد المغربي، وعيا منه بضرورة تجاوز حالة الجمود، اقترح ضرورة إعطاء دفعة للمفاوضات، لاختيار بعض الوسائل الأخرى للتوصل إلى الحل المنشود. وأضاف أنه جرى، أثناء هذه الجولة، إحراز بعض التقدم، إذ اتضح للمبعوث الشخصي ضرورة الشروع في إعطاء دفعة نوعية ودينامية جديدة لهذه المفاوضات. وقال، في هذا الصدد، "سننتظر الاقتراحات العملية ذات الصلة بهذا الأمر من طرف المبعوث الشخصي". وشدد الوزير على أن المغرب "حينما يطالب بالمفاوضات، فإنه يتعين على جميع الأطراف أن تنخرط في روحها، وأن تعمل على تطبيق قرارات مجلس الأمن، وألا تبقى مكتوفة الأيدي، أو في نطاق مخططات سابقة أصبحت متجاوزة، وأنه بات من الضروري أن نتطلع إلى المستقبل، وأن نتجاوب مع مجلس الأمن بهذه الروح، في إطار من التوافق". وعبر الطيب الفاسي الفهري عن أسفه لأن الأطراف الأخرى "ما زالت، وإلى يومنا هذا، في موقفها، وتحاول التهرب من مسؤوليتها، وإعطاء أهمية مبالغ فيها لبعض الأحداث ولبعض القضايا، التي ليس لها وجود هنا في مانهاست"، رغم أن الوفد المغربي عمل على تقديم "كل الشروحات، سواء بالنسبة للمقترح الخاص بالحكم الذاتي، أو بالنسبة للتوصل إلى حل، لأسباب استراتيجية وأمنية، ومغاربية واقتصادية". وأشار إلى أن الوفد المغربي أكد، أثناء هذه الجولة، الاستعداد الكامل للمملكة للتوصل إلى هذا الحل، مبرزا قرارات مجلس الأمن وتأكيده الجهود المبذولة من طرف المغرب، وجدية ووضوح مبادرة الحكم الذاتي، في إطار احترام السيادة الترابية والوطنية للمملكة. كما عبر الوفد المغربي، مجددا، عن رفضه لما يسمى بمقترح الطرف الآخر، الذي لم يأت بجديد، ولا ينخرط في ما دعا إليه مجلس الأمن من التحلي بروح التوافق والواقعية. وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون أن الوفد المغربي ما زال، باسم المملكة، مستعدا لمواصلة هذه المفاوضات، إذ حصل اتفاق على موعد لاحق في آخر السنة، وموعد ثان في بداية السنة المقبلة. وبالنسبة لتبادل الزيارات بين الأسر الصحراوية، ذكر الطيب الفاسي الفهري أن الأطراف الأخرى هي التي كانت وراء وقف هذه الزيارات، أخيرا، مشيرا إلى أنه حصل إحراز تقدم ملموس بهذا الخصوص، خلال هذه المفاوضات، بعد أن تقدم الوفد المغربي بكل الشروحات. وكان المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، كريستوفر روس، أعلن، في ختام الاجتماع الثالث التحضيري للجولة الخامسة من المفاوضات غير الرسمية حول الصحراء، أن الأطراف قررت الاجتماع مجددا في دجنبر المقبل، وكذلك في مطلع السنة المقبلة. وقال روس، في تصريح للصحافة، عقب اجتماع مانهاست، إن اللقاءين الجديدين المبرمجين سينعقدان "وفق مقاربات مجددة"، في أفق مواصلة "مسلسل المفاوضات، التي دعت إليها قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة". وأشار روس إلى أن مفاوضات مانهاست جرت في جو من الاحترام المتبادل، رغم أن كل طرف واصل رفض مقترح الطرف الآخر كأساس للمفاوضات المقبلة، مضيفا أنه، بهدف خلق مناخ ملائم لإحراز تقدم، شرعت الأطراف في "بناء دينامية جديدة، من أجل مواصلة مسلسل المفاوضات". وجرى هذا الاجتماع الثالث، الذي استغرق يومين، بشكل مغلق، برعاية الأممالمتحدة، وبحضور ممثلين عن المغرب والجزائر وموريتانيا و"بوليساريو". وكان الوفد المغربي إلى هذه المفاوضات مؤلفا من الطيب الفاسي الفهري، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، ومحمد ياسين المنصوري، المدير العام للدراسات والمستندات، وماء العينين بن خليهنا ماء العينين، الأمين العام للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية. واختتمت، مساء أول أمس الثلاثاء، في مانهاست، بضواحي نيويورك، الاجتماع الثالث التحضيري للجولة الخامسة من المفاوضات غير الرسمية حول الصحراء، المنعقد بدعوة من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، كريستوفر روس، حسب ما علم في عين المكان. وسبق هذا الاجتماع لقاءان غير رسميين، انعقدا، على التوالي، في دورشتاين، قرب فيينا، بالنمسا، في غشت 2009، وبآرمونك، قرب نيويورك، في فبراير 2010 . وتندرج هذه المفاوضات في إطار تنفيذ قرارات مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة، خصوصا القرارات 1813 و1871 و1920، المصادق عليها، على التوالي، في أبريل 2008، وأبريل 2009، وأبريل 2010 .