كشف المحققون الإيطاليون أن عناصر من فرقة مكافحة المخدرات عملت على مدى عدة أشهر على تسجيل المحادثات الهاتفية ، وتمكنت من تجميع معلومات بشأن صفقاته المتعلقة بتهريب المخدرات عبر مسار المغرب - ليبيا. ذكر الأمن الإيطالي يوم الخميس الماضي أن المغرب تمكن من توقيف أحد أكبر أباطرة تهريب المخدرات في العالم. وحسب ما أوردته صحيفة «نيويورك تايمز»، فإن عملية التوقيف جاءت بعد ثلاث سنوات من عمليات التعقب التي باشرتها مصالح مكافحة التهريب على مستوى ثلاث قارات، وهي ثمرة تعاون أمني دولي لرصد مسارات تهريب المخدرات نحو أوربا، والتي تمر بالمغرب وتعبر الشريط الساحلي لشمال إفريقيا قبل الوصول إلى ليبيا، حيث تمر عبر منطقة قتال بين مجموعة من الجماعات المسلحة بما فيها تنظيم «الدولة الإسلامية». ويتعلق الأمر، حسب المحققين الإيطاليين، بالمدعو ب. ب (57 سنة)، ويملك شركة كبرى في المغرب لصناعة الحلويات وثروة راكمها من تهريب 400 طن من الحشيش سنويا إلى أوربا. وكشف المحققون الإيطاليون أن عناصر من فرقة مكافحة المخدرات عملت على مدى عدة أشهر على تسجيل المحادثات الهاتفية ، وتمكنت من تجميع معلومات بشأن صفقاته المتعلقة بتهريب المخدرات عبر مسار المغرب - ليبيا. ومكنت هذه المعطيات من الأمن المغربي من اعتقال إثر عملية اقتحام لشقته في الدارالبيضاء بتاريخ 4 أكتوبر، لكن لم يتم الكشف عن تفاصيل الإيقاع بهذا الصيد الثمين إلا هذا الأسبوع. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن قائد الشرطة المالية في إيطاليا، والذي قاد التحقيقات في هذا الملف، قوله «مما لا شك فيه أن يعد واحدا من كبار مهربي الحشيش، الذين يشتغلون بشكل منفرد، في العالم. وتوقيفه جاء ثمرة لمعركة شاملة قادتها قوات الشرطة الأوربية في منطقة البحر الأبيض المتوسط». وكانت عمليات التهريب تتم بكثافة من السواحل الجنوبية لحوض المتوسطي نحو السواحل الإسبانية، غير أن إقدام إسبانيا على تثبيت كاميرات للمراقبة على طول سواحلها الجنوبية منذ سنة 2007، دفع أغلب المهربين إلى البحث عن سبل أخرى عبر فتح مسارات برية نحو ليبيا للوصول إلى منطقة البلقان، حيث تتكفل العصابات الأوربية بتوزيعها عبر القارة الأوربية. وكانت السلطان الإسبانية قد كشفت متم شهر نونبر الماضي عن تفكيك منظمة إجرامية دولية متخصصة في تهريب كميات ضخمة من الحشيش من المغرب إلى أوربا مرورا بمصر وليبيا، حيث تنتشر تنظيمات إرهابية من بينها تنظيم «داعش». وعرفت العملية اعتقال 25 شخصا، أغلبهم إسبان ومغاربة، فيما تم حجز 5.5 أطنان من الحشيش. وكشفت ذات التحقيقات التي باشرها الإسبان قبل 6 أشهر أن أفراد المنظمة يعتمدون على أسلوبين ومسلكين رئيسيين لتهريب الحشيش المغربي؛ إما باستعمال تجويفات داخل شاحنات لنقل الحشيش انطلاقا من ساحلي مدينة الناظور أو مليلية المحتلة إلى موانئ الجنوب الإسباني ومنه إلى الداخل الإسباني وفرنسا وألمانيا، وإما تتم الاستعانة بقوارب مطاطية سريعة لنقل الحشيش تحت غطاء الليل، من الشمال المغربي إلى سفن في المياه الدولية قبالة السواحل الجزائرية، حيث يتم تفريغ تلك الشحنات فيها، قبل أن تكمل تلك السفن رحلتها صوب ليبيا ومصر، حيث يتضاعف ثمن الكيلوغرام الواحد من الحشيش أربع مرات.