هل كانت سماء وزان ستتجهم ، وستحجبها عن الرؤية سحب الحزن الكثيف ، بعد أن طمرت أحجار وأتربة سور مدرسة ابتدائية جثة شاب في مقتبل العمر ؟ عقارب الزمن المدرسي تشير إلى حوالي الساعة الواحدة و 40 دقيقة زوالا من يوم الأربعاء 30 نونبر 2016 . الطالب ( م - خ ) الذي يتابع دراسته بمعهد التكوين المهني الواقع بطريق فاس ، اتخذ من سور المدرسة الابتدائية الإمام البصيري المجاورة للمعهد المذكور محطة لسرقة قسط من الراحة في انتظار الالتحاق في الساعة القانونية بفصل الدراسة ، شأنه شأن باقي زملائه وزميلاته . وعلى حين غرة سيكسر صراخ طلاب المعهد هدوء حي العدير ، وستروي الدموع المنهارة من عيونهم الفضاء الخارجي لمؤسستهم ، بعد أن حول سور المدرسة الابتدائية المنهار جسد زميلهم إلى جثة هامدة ..... وما هي إلا لحظة حتى تقاطر إلى حيث مسرح المأساة ، رجال الوقاية المدنية ، والأمن الوطني بكل أجهزته ، والإدارة الترابية الإقليمية والمحلية ..... وفي انتظار ما ستقوله التقارير الرسمية حول هذا الحادث المأساوي ، تفيد بعض المعطيات حصلت عليها الجريدة بأن ورش بناء مدرسة الإمام البصيري التي انتهى سقوط سورها بقتل الطالب المرحوم يعود إلى سنة 1996 . وتضيف مصادر متنوعة التقت بها الجريدة، بأن عملية بناء هذه المؤسسة لم تكن سليمة من ألفها إلى يائها . وتعزز هذه المصادر قولها بالتصدعات الخطيرة التي لحقت الحجرات الدراسية وباقي مرافق المؤسسة التعليمية المذكورة مباشرة بعد فتح أبوابها في وجه التلاميذ ....ولأن الشمس لا يمكن إخفاؤها بالغربال ، فإن مدرسة الإمام البصيري، يضيف مصدر جد مطلع ، ستعلق بها الدراسة منذ ثلاث سنوات ، وسيرحل تلامذتها إلى مؤسسة مجاورة ، بعد أن أصبحت رائحة الموت تلاحق التلاميذ والتلميذات بأي مرفق من مرافقها حلوا . الرأي العام الوزاني بكل أطيافه الحقوقية والمدنية والسياسية ، ينتظر من الجهات المختصة بأن لا تقف في تحقيقها عند سقوط سور المؤسسة بسبب الأمطار الأخيرة التي نزلت على المدينة ، بل يتطلع إلى تقليب صفحات المؤسسة التعليمية التي استهلكت مئات الملايين من المال العام ، ولم تصمد أمام تقلبات المناخ والزمن القصير ، فسرقت شابا في مقتبل العمر ، بل لولا الألطاف الإلهية فإن الحصيلة كانت ستكون كارثية .