عاش العشرات من التلاميذ، رفقة عدد من الأساتذة، وأولياء أمورهم، صباح يوم الثلاثاء، لحظات مرعبة بأحد الأحياء الراقية بمدينة فاس، بعدما عمد منحرفون كانوا على متن دراجة نارية إلى مهاجمة الشوارع المحاذية لمؤسسات تعليمية حرة، وأخرى عمومية، بأسلحة بيضاء كبيرة الحجم. وأصيبت أستاذة في مدرسة القاضي عياض الابتدائية بحي «الزهور» بحالة إغماء استدعت نقلها إلى قسم المستعجلات، عندما كانت تتفرج على مشاهد من هجوم هؤلاء المنحرفين على الشارع المحاذي للمدرسة، واعتراض سبيل تلاميذ يتابعون دراستهم بمؤسسة خصوصية، وتوجيه ضربات لاذعة إلى وجه أحدهم بالجهة الخلفية للسلاح الأبيض. ولم تقو الأستاذة على مشاهدة ما تبقى من فصول هذا المشهد المرعب، وسارعت بالفرار إلى المؤسسة التي تدرس فيها، وأغمي عليها، وهي تلج المدرسة بحثا عن زملاء أو إداريين لإخبارهم بالواقعة، وطلب النجدة لإنقاذ التلاميذ من هول الفاجعة. وأغمي على سيدة أخرى كانت بدورها في عين المكان، وهي بصدد مرافقة ابنتها التي خرجت للتو من حجرة الدراسة. وعاشت الساحات المجاورة للمدارس التي «يزخر» بها هذا الحي، المجاور لأحد أكبر الشوارع الرئيسية للمدينة طريق إيموزار حالة من الغليان في صفوف أمهات تلاميذ هذه المؤسسات التعليمية، بعدما انتشر خبر هجوم «النينجات» على الساحات والمؤسسات المجاورة. وكان هذا الحي، الذي أصبح قبلة للمنحرفين بغرض سرقة الهواتف النقالة ذات الطراز الرفيع من أبناء «نخبة» المدينة الذين يتابعون دراستهم في مؤسسات التعليم الخاص ذات الأسماء المعروفة، قد عاش نهاية الأسبوع الماضي على وقع «اعتقال» مواطنين لأحد المنحرفين، وهو يحاول اعتراض سبيل المارة، وقاموا ب»جلده»، قبل أن يلوذ بالفرار. وقبل هذه الحوادث، عاش عدد من المؤسسات التعليمية في حي زواغة الشعبي على وقع اعتداءات على أساتذة، وشهدت ساحة مجاورة لمؤسسة تعليمية في نفس الحي فصول جريمة مروعة ذهب ضحيتها شاب في مقتبل العمر.