لم يكن أحد من شباب وأطفال مقاطعتي الفداء ومرس السلطان يتوقع أنه سيحرم، في يوم من الأيام، من حصة للتمرين أو اللعب بملعب الفداء، لكن الأيام أثبتت عكس ذلك، في ظل التدبير الحالي للشأن المحلي بمقاطعة الفداء! فقد استبشر أطفال هذه العمالة خيرا واعتقدوا أن الفرصة مواتية لإبراز مواهبهم، عقب الإعلان عن فتح مدرسة ذات «لبوس انجليزي»، فمن يدري فقد يبتسم الحظ لأحدهم أو لمجموعة منهم، لمعانقة مسار كروي واعد! إلا أن الحقيقة المعيشة يوميا هي خيبة الآمل، «فالمدرسة ليست في متناول أبناء أحياء مقاطعتي الفداء ومرس السلطان المنتمين للعائلات المتوسطة والمعوزة، حسب بعض الآباء، بل فقط للمحظوظين من أبناء الأسر الميسورة، التي بمقدورها أداء الواجب السنوي لطفلها، والذي يصل إلى 12 ألف درهم»! وطبعا لا يمكن لأغلب الساكنة أن تصرف مثل هذا المبلغ على أحد أطفالها، حتى وإن كان متوفرا لديها ، لكثرة متطلبات الحياة اليومية. وفي السياق ذاته، أصبحت الفرق التي كانت تستغل أرضية هذا الملعب للتمارين أو لإجراء المباريات تبحث عن وقت للاستفادة من الملعب فلم تعد تجده. وبالتالي تم حرمان أطفال المنطقة من استغلال ملعب الفداء، الذي أصبح «محتكرا»، في الوقت الذي تتباهى الرئاسة، في كل وقت وحين، بإنجاز «المدرسة» السالف ذكرها! العديد من المؤطرين الرياضيين الذين اتصلوا بالجريدة، عبروا عن تذمرهم من هذا الوضع الذي أصبح عليه ملعب الفداء، واستغربوا من غلاء المبلغ الخاص بالانخراط في المدرسة «الإنجليزية»، وأكد بعضهم أن «أكبر الفرق بالدار البيضاء، وهما الوداد والرجاء، واللذان يتوفران على فضاءات خاصة ومؤطرين في المستوى، لا يطلب مبالغ من حجم ما فُرض في الفداء»! وتعتزم العديد من الأسر وبعض مؤطري الفرق بالمنطقة «الاحتجاج على هذا الاستغلال المعيب لمرفق رياضي كان في السابق «ملكا» للطبقة الشعبية عكس ما هو عليه الحال اليوم». هذا، وناشد هؤلاء المؤطرون «عامل مقاطعتي الفداء مرس السلطان التدخل الفوري لحل هذه المشكلة وتوفير وقت خاص بأطفال وشباب شارع الفداء ومرس السلطان ودرب الفقراء ودرب المنجرة ، ودرب القريعة، ودرب الميتر، ودرب بوشنتوف، وحي العيون، ودرب الشرفاء وباقي الأحياء المجاورة».