عقدت السلطات الأمنية في مدينة أمستردام اجتماعا مستعجلا لبحث طريقة تقديم اعتذار مباشر لمسن مغربي، بعدما تعاملت معه بطريقة رأتها الجالية المغربية في الديار الهولندية مهينة، بالموازاة مع اعتذار عممته على صفحات التواصل الاجتماعي «فيسبوك». وكشفت مصادر دبلوماسية في العاصمة الهولندية أن سفارة المغرب في لاهاي تتابع بتنسيق مع القنصلية العامة للمغرب في مدينة أمستردام تفاعلات هذا الحادث الذي خلف امتعاض كل من أسرة الشيخ المسن وأفراد الجالية المغربية في الديار الهولندية، باعتماد التمثيلية الدبلوماسية أسلوبا يضمن حقوق المهاجر المغربي ويحافظ على كرامته. وأوضحت ذات المصادر في حديث ل»الاتحاد الاشتراكي» أن طلال الجنان القنصل العام للمغرب في امستردام، الذي يتابع عن كثب تطورات الملف مع كل الأطراف «بجدية ومسؤولية ورزانة»، زار رفقة رئيسة بلدية «شمال امستردام» أسرة الشيخ الذي ظهر في تسجيلات مرئية وعناصر من شرطة أمستردام تضع الأصفاد في يديه وتقوده إلى سيارتها، وأضافت المصادر نفسها أن القنصل العام للمغرب في امستردام لم يذخر جهدا في تقديم الدعم النفسي لأسرة الشيخ المغربي وهو في تواصل مستمر معها لأجل تجاوز هذه المحنة. وعلمت «الاتحاد الاشتراكي» أن بيتلر آلبرسبرغ، المفوض الأعلى لشرطة أمستردام، عمم بيانا يبرز فيه تأسف شرطة أمستردام التعامل الذي بدر من عناصرها إزاء الشيخ المغربي، موضحا أسباب استعمال «الأصفاد» و «الاقتياد» إلى سيارة الشرطة ظنا منها أنها طريقة مثلى ل»الحفاظ على سلامته». كما أشار إلى أن شرطة أمستردام، التي تعذر عليها التواصل مع الشيخ المغربي الذي كان يتحدث بالعربية ولم يكن بحوزته بطاقة تعريف عندما كان يقود دراجته في طريق مخصص للسيارات، عقدت سلسلة لقاءات وتواصلت مع أئمة مساجد أمستردام لتجاوز هذه الأزمة، والذين أعلنوا عدم المشاركة في أي تظاهرة بعد تلقيهم أول أمس الخميس اعتذار وزيارة بيتلر آلبرسبرغ المفوض الأعلى لشرطة أمستردام. وفجرّ الفيديو غضبًا كبيرا بين صفوف الجالية المغربية في هولندا، وانتقدت الصفحة الخاصة بمغاربة هولندا إجراء الشرطة الهولندية، خاصة لطبيعة التهمة الموجهة إلى المسن المغربي، ورأى عدة نشطاء أن شرطة أمستردام تمادت في إجراءاتها، وهناك منهم من ربط هذه الإجراءات بمظهر الرجل بما أنه يبدو مسلما.