قد لا أجيد النقد ، و قد لا أستطيع أن أقول أكثر مما قاله الشاعر عن تجربته في الحياة ، وفي الإبداع شعرا ونثرا ، فأنا لست ناقدا ، كما قال الشاعر عن نفسه أو عن غيره حسب إعراب التاء(تُ تَ )»لست شاعرا» حين قفز الشاعر محمد بنطلحة من القطار، قرر أن يخسر السماء و يربح الأرض ، كان قبلها كذلك ، قد قرر ألا يربح الجوائز و ألا يخسر الأصدقاء. تجربة شعرية متميزة تجاوز خلالها صعاب الحياة ، و كسب أكثر الصداقات عمقا وشاعرية: السياسي ، والنقابي ، والمثقف ...ومن عموم الناس من داخل الوطن ، و خارجه . شاعر مسافر ، محطة انطلاقته فاس» التي تسكنه « ومحطة عودته فاس التي يحبها أكثر من « امرأة قدرية « تجول عبر حقول الوطن ، وكانت مدن أكادير ، مراكش ، القنيطرة ومكناس و غيرها ، محطات عبور ، تجاوز «جسورها ولم يسقط في الهاوية» . تمنى أن يكون أعمى ، فغنى أنشودة البجع، فتحولت زرقة السماء إلى غيمة فتساقط المطر بعكس الماء . تجربة شعرية متميزة عشق خلالها الإبحار في أعماق المعاني بدون أشرعة ، و لا خوف من العواصف ، حفر بأدوات النقش الدقيقة جداريات الجمل ، والنصوص بمهارة وإتقان دونما خوف من التيه ، فأنجز لوحات تشكيلية مجازية . ولعل ديوانه الأخير: رؤى في موسم العوسج يليه تحت أي سلم عبرت ؟ و الذي جمع فيه أشعار كتبها ما بين 1970 و 1972 ثم مابين 1990 و 1994 افتتحه بقصيدة «دمعة أخيرة « التي بدأ بها مشواره الشعري ، كان ذلك يوم 23/02/1970 بمقهى المعمورة بفاس : في دمعتي الأخيرة واريت حبا في وهج الظهيرة يعد من الدواوين التي تبرز تجربته الشعرية العميقة على امتداد 46 سنة من الكتابة الابداعية ، و الذي يحمل « توقيعات بالبصمات المحترقة » كما يقول بنطلحة في إحدى قصائد الديوان: كوجه مدينة ثكلى توهج في دمي عنب الحريق أنار في الدواخل ترتخي لهبا ؟ ونار في متاهات الطريق ولا ماء ولا جرة فهو يتساءل : تحت أي سلم عبر، و هو الذي عبر أدراج الحدائق المعلقة في الشعر والأساطير الكونية ، ونحتها عوالم ممكنة ومستحيلة، دلالة وموسيقى ....