منحت مؤسسة "بيت الشعر" جائزة الأركانة العالمية للشعر في دورتها الحادية عشر للشاعر المغربي محمد بنطلحة. وأعلن "بيت الشعر" ،في بلاغ ، أن لجنة التحكيم توجت الشاعر محمد بنطلحة، الذي فتح بتجربته الشعرية، أفقا كتابيا ارتقى باللغة العربية إلى مدارج عليا في التركيب والتخييل والمعنى، وأسهم في تمكينها من محاورة شعريات عالمية، برؤية حداثية تنتصر للخيال والجمال والحلم والمستقبل. وقد تكونت لجنة تحكيم الجائزة ، التي تمنح بشراكة مع مؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير وبتعاون مع وزارة الثقافة؛ من الشاعر محمد الأشعري (رئيسا)، والشعراء رشيد المومني، حسن نجمي، نجيب خداري، والناقدين عبد الرحمن طنكول، وخالد بلقاسم. وجاء في البلاغ أن الشاعر محمد بنطلحة يكتب قصيدته بكامل التأني الذي يوجبه الصبر الشعري. وفي هذا الصبر الشاق، يمحو الشاعر في كتابته الشعرية أكثر مما يبقي، أو على الأصح، فهو يبقي ما يبقيه من كتابته ماحيا. واعتبرت لجنة التحكيم أن تجربة محمد بنطلحة الشعرية تنطوي على معرفة خصيبة، لا لأنها تبني نصوصها بالإصغاء إلى التجارب العالمية الشعرية وحسب، بل أيضا لأنها تبني تصورا عن المعنى الشعري ظل دوما حاملا لدمغة الشاعر. منذ "نشيد البجع"، المجموعة الشعرية الأولى، يقول البلاغ، لم يكف الشاعر محمد بنطلحة عن صون المجهول الشعري واكتشاف أراض شعرية جديدة والتوغل باللغة نحو كثافتها العليا. ذلك ما رسخه في "غيمة أو حجر"، و"سدوم"، و"بعكس الماء"، و"قليلا أكثر"، و"أخسر السماء وأربح الأرض"، و"رؤى في موسم العوسج" و"تحت أي سلم عبرت؟". وخلصت لجنة التحكيم الى القول إن التجربة الشعرية للشاعر محمد بنطلحة لحظة مضيئة في الشعرية العربية المعاصرة. لقد ا نب نت هذه التجربة على تفاعل خلاق لا مع الشعرية العربية وحسب، بل أيضا مع الشعريات العالمية، وتمكنت من أن تنح ت لذاتها ملمحها الخاص، الذي يحمل دمغة الشاعر في بناء رؤية شعرية مركبة، وفي النزوع الدائم إلى اكتشاف أشكال جديدة، وفي الانتصار الجمالي للغة العربية.