كشفت مصادر إعلامية فرنسية أن المغربي (هشام. إ) البالغ من العمر 46 سنة المقيم في البرتغال، والذي تلقت بشأنه السلطات الفرنسية بلاغا بأنه إسلامي متطرف، كان مكلفا بجمع الأموال لتمويل عمليات الخليتين الإرهابيتين المفككتين في ستراسبورغ ومارسيليا الأسبوع الماضي. وذكرت ذات المصادر، وفق مقربين من سير التحقيقات، أن المديرية العامة للأمن الداخلي تتبعت خطى (هشام. إ) بناء على معلومات توصلت بها الاستخبارات الفرنسية من نظيرتها البرتغالية، وفق ما أعلنه وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف الاثنين الماضي لحظة إعلانه ،بشكل رسمي، تفكيك خليتين إرهابيتين نهاية الأسبوع الماضي في كل من مدينتي ستراسبورغ شرق فرنسا ومارسيليا جنوبها، كانت عناصرها تعد لاعتداء وشيك. وأضافت أن (هشام. إ)، الذي أطلقت السلطات القضائية الفرنسية سراح اثنين لعبا دورا في إيوائه في مدينة مرسيليا (جنوبفرنسا)، يقيم بمدينة أفييرو في شمال البرتغال وكان محط مراقبة من قبل السلطات الأمنية البرتغالية منذ سنة 2015 وسجل لديها كإسلامي متطرف عضو في جماعات إرهابية. وبالمقابل، ألمحت مصادر متطابقة إلى دور الاستخبارات المغربية في «إحباط اعتداءات جديدة» كانت تستهدف منشآت حيوية فرنسية في العاصمة الفرنسية على الخصوص، في تزامن مع احتفالات نهاية رأس السنة، كأحد تجليات التعاون الأمني الوثيق بين البلدين وتبادل المعلومات الأمنية بين الرباطوباريس. وأشارت ذات المصادر إلى أن تفكيك خليتي ستراسبورغ ومارسيليا هو ثمرة تعاون أمني ثلاثي الأطراف بين كل من المغرب وفرنساوالبرتغال، ولم تستبعد أن تكون المديرية العامة للاستخبارات الخارجية الفرنسية تلقت من نظيرتها المغربية خصوصا، معلومات عن تحركات عناصر خلية ستراسبورغ بالأساس، التي يعتقد أن جميع عناصرها فرنسيون من أصل مغربي. فقد سبق لعنصرين من خلية ستراسبورغ أن زارا منطقة الصراع في سوريا، ويتعلق الأمر بكل من (ياسين. ب) و(هشام. م) البالغين من العمر 37 سنة ومن سكان أحياء جنوب عاصمة الألزاس بالإضافة إلى (سامي. ب) البالغ من العمر 35 سنة و(زكاريا. م) البالغ من العمر 36 سنة، والذين لم يكونوا مسجلين لدى السلطات الأمنية الفرنسية في (الجدادة الأمنية سين) وكانوا على تواصل مع الرأس المدبرة من سوريا. وبالموازاة، مدد القضاء الفرنسي توقيف خمسة مشتبه بهم في إطار التحقيق لأكثر من 96 ساعة بشكل استثنائي، ومثل هذا التمديد الذي يمكن إن يصل إلى فترة مجموعها 144 ساعة أي ستة أيام غير ممكن، إلا إذا كانت التحقيقات تشير إلى مخاوف من اعتداء وشيك أو لضرورات التعاون الدولي. وكشف أحد المشتبه بهم أن خلية ستراسبورغ كانت تعتزم تنفيذ عمليات إرهابية متعددة ومتزامنة في عدد من المناطق، واختارت لها الفاتح من دجنبر موعدا للتنفيذ، وذكر أن من بين الأهداف، التي عثر المحققون على بعض من آثار البحث حولها على حواسيب الخلية، مقر الشرطة القضائية الفرنسية في العاصمة الفرنسية باريس المعروف ب»36» على رصيف «أرفيفر»، ومقر المديرية العامة للأمن الداخلي في منطقة «لافالوا» في الضاحية الباريسية وحديقة الألعاب في المنطقة ودور كاثوليكية للعبادة. وللإشارة، نفذت عناصر الاستخبارات الداخلية الفرنسية بالتعاون مع القوات الخاصة للشرطة نهاية الأسبوع الماضي مداهمات أسفرت عن اعتقال سبعة أشخاص بالإجمال يحملون جنسيات فرنسية ومغربية وأفغانية وذلك في إطار تحقيق فتحته نيابة مكافحة الإرهاب منذ «أكثر من ثمانية أشهر» الذي مكن السلطات الأمنية من تنفيذ سلسلة اعتقالات منتصف شهر يونيو المنصرم، أفضت إلى تفكيك خلية من خمسة أشخاص عشية انطلاق بطولة كأس أوروبا لكرة القدم المقامة في فرنسا.