كشفت مصادر أمنية فرنسية أمس الاثنين أن مواطنا مغربيا يوجد ضمن عناصر خلية إرهابية أوقفت نهاية الأسبوع الماضي كانت تعد لاعتداء وشيك في كل من مدينتي ستراسبورغ شرق فرنسا ومارسيليا جنوبها. وأوضحت ذات المصادر أن المغربي الموقوف رفقة عناصر أخرى من جنسيات فرنسية وأفغانية تتراوح أعمارهم ما بين29و37 عاما، تم اعتقاله بناء على معلومات توصلت بها السلطات الأمنية الفرنسية من بلد شريك يجمعه مع باريس تعاون أمني وثيق. وأشار وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف أمس الاثنين لحظة إعلانه بشكل رسمي «إحباط اعتداء جديد» كان يستهدف منشآت حيوية في تزامن مع احتفالات نهاية رأس السنة، قالت مصادر إعلامية فرنسية إنها في محيط العاصمة الفرنسية باريس وعاصمة الألزاس ستراسبورغ، أن المغربي المعتقل «لم يكن مقيما في فرنسا» وأن باقي المعتقلين الستة الآخرين غير معروفين لدى أجهزة الاستخبارات الفرنسية. ونفذت عناصر الاستخبارات الداخلية الفرنسية بالتعاون مع القوات الخاصة للشرطة المداهمات، التي أسفرت عن اعتقال سبعة أشخاص بالإجمال يحملون جنسيات فرنسية ومغربية وأفغانية، في إطار تحقيق فتحته نيابة مكافحة الإرهاب منذ «أكثر من ثمانية أشهر» الذي مكن السلطات الأمنية من تنفيذ سلسلة اعتقالات منتصف شهر يونيو المنصرم أفضت إلى تفكيك خلية من خمسة أشخاص عشية انطلاق بطولة كأس أوروبا لكرة القدم المقامة في فرنسا. وكشفت مصادر إعلامية فرنسية أن جل الأشخاص المعتقلين خاصة في مدينة ستراسبورغ هم من العائدين من مناطق التوتر خاصة سوريا والملتحقين مؤخرا بالأراضي الفرنسية، مشيرة إلى أنهم كانوا على تواصل مستمر مع الكومندو منفذ الاعتداء الإرهابي الذي استهدف قاعة باتكلان للعروض شرق باريس قبل سنة من الآن دون تحديد طبيعة العلاقة. وكشفت المعطيات المتوفرة أن من بين الأشخاص الموقوفين في عمليتي المداهمة المتزامنتين شخص أفعاني يبلغ من العمر 32 سنة كان يأوي العقل المدبر ورئيس الخلية في مارسيليا، هذا في الوقت الذي تمكنت فيه عناصر المديرية العامة للأمن الداخلي الفرنسي من توقيف باقي العناصر في جنوب مدينة ستراسبوغ بحيي مينو أساسا الذي ينحذر منه جل عناصر خلية ستراسبورغ التي نفذت اعتداء باتاكلان والتي سبق والتحقت بصفوف الإرهابيين في سوريا. وتوضح ذات المعطيات أن عناصر المديرية العامة للأمن الداخلي الفرنسية فرضت منذ شهور ،بناء على معطيات دقيقة، مراقبة مشددة على عناصر خليتي ستراسبورغ و مارسيليا غير أن «توتر» هؤلاء بسبب قرب توصلهم بحمولة من الأسلحة جعل السلطات الأمنية الفرنسية تعجل الجمعة قرار تنفيذ المداهمة، التي مكنت من العثور على سلاحين ناريين و كتابات تمجد الإرهاب لدى خلية ستراسبورغ. يذكر أن السلطات الأمنية الفرنسية أوقفت منذ بداية السنة الجارية 418 شخصا في إطار تفكيك خلايا نائمة في مجموع التراب الفرنسي كانت تعد لاعتداءات وشيكة، منها إلقاء القبض على 143 منذ شهر شتنبر و43 منذ شهر نونبر. وتواجه فرنسا منذ ما يقارب سنتين تهديدات إرهابية لم يسبق لها مثيل، والتي تجسدت في الهجمات الإرهابية التي عرفتها فرنسا في نونبر 2015 في باريس وسان دوني (130 قتيلا في باتاكلان، في المقاهي وأمام ملعب فرنسا) وفي يوليوز 2016 بمدينة نيس (86قتيلا).