حقق فريق الكوكب فوزا هاما في المباراة التي جمعته بضيفه اتحاد طنجة، بملعب مراكش برسم الدورة التاسعة من البطولة الاحترافية، بعدما تمكن المحليون من قلب الطاولة على ضيوفهم. وكان الفريق المراكشي متاخرا في النتيجة بهدف، قبل أن يسجل هدفين، منحاه نقط المباراة كاملة. وقد كان الفريق الطنجي سباقا للتهديف بواسطة يونس الحواصي في الدقيقة 24، وهي نفس النتيجة التي انتهى بها الشوط الأول، غير بداية الشوط الثاني عرفت إحراز هدفين للكوكب بواسطة العياطي والفقيه. وعرف الشوط الأول تبادل الهجمات بين الفريقين، حيث ساد التكتل الدفاعي، مما دفع بالمهاجمين إلى الاعتماد على القذف من خارج منطقة العمليات، سيما وأن الكوكب والاتحاد قاما بملء وسط الميدان، مما أعاق البناء الهجومي عدا هجمات معدودة عن طريق الحواصي ووسام البركة. وشكلت الضربات الثابتة خطرا على مرمى الحارس أمسيف، بعد أن أسندت مهمة تنفيذها لخالد السقاط، لكن ومن خلال ضربة زاوية في الدقيقة 24 تمكن الحواصي من هزم الدفاع والحارس المراكشي، بسبب خطأ في التغطية، لينتهي الشوط الأول بتقدم الزوار بهدف دون مقابل. وقبل ذلك، اندفع المراكشيون لتحقيق التكافؤ، لكن لم يستطيعوا بلوغ مرمى فريق البوغاز، الذي كان لاعبوه أكثر تنظيما من خلال التوزيع الجيد على رقعة الميدان، إلى جانب التنشيط الهجومي الذي يتم من الخلف، بعد أن تخلصوا من ضغط البداية، وهو ما أربك حسابات المدرب الصحابي، الذي انتظر الشوط الثاني ليغير نسق اللعب، والذي أثمر هدفين في أقل من دقيقتين، بعد سهو في دفاع الاتحاد. وقد تمكن العياطي من إدراك هدف التعادل بطريقة طبق الأصل لهدف الزوار، ليضاعف الفقيه الحصة في الدقيقة 48، حين استثمر سرعته في اختراق دفاع الطنجاويين منفردا بالحارس، وبطريقة رائعة يعزز رصيده من الأهداف في منافسات بطولة الموسم الحالي. المدربان قاما بتغييرات لمنح المباراة نفسا آخر، حيث أقحم المدرب الصحابي الروحي وعميمي وزايا، في محاولة لتأمين النتيجة وخلق توازن على مستوى وسط الميدان، في الوقت الذي اكتفى بالمهاجم البركة الذي خلق متاعب للزوار، مسلحا في ذلك بخبرته ومهاراته التقنية. لكن المدرب بنشيخة أقحم عمر المنصوري، الذي يجيد الاختراق بالاعتماد على سرعته، لكنه اصطدم بقوة دفاع زملاء الأمس. وإلى جانبه دخل بكر الهيلالي والمهاجم داوود، لكن دون جدوى، خاصة وأن اتحاد طنجة عانى من نقص عددي بعد إصابة المدافع بلمعلم، الذي لم يقو على إتمام المباراة، وكان حينها فريقه قد استنفذ كافة التغييرات. وبالمقابل لم يظهر الخط الأمامي للزوار بوجه لائق، حيث ظل معاوي بدون فعالية كما الحواصي، الذي كان في كثير من الأحيان يعود للوراء لمساندة خطي الدفاع والوسط، كما أن الدخول المتأخر للاعب داوود لم يقدم الإضافة التي كانت يبتغيها المدرب بنشيخة. وأوضح فؤاد الصحابي، مدرب الكوكب المراكشي، في الندوة الالصحافية، التي أعقبت المباراة، أن اللقاء كان تكتيكيا، حيث أن كل فريق وضع خطة لتجنب الهزيمة، لكن على العموم فقد كانت المباراة متكافئة وأن الفوز سيمنح للفريق شحنة قوية، سيما وأنه جاء أمام فريق قوي، وفي ظل الاكراهات المالية التي يعيشها الكوكب المراكشي. وأضاف الصحابي أن فريقه لعب بخطة هجومية مع بعض التحفظ، «لأننا كنا نخشى من الإصابات والأعطاب التي قد تلحق باللاعبين، لذلك نصحتهم بتفادي الاحتكاكات والالتحامات، لكن ثلاثة نقاط غالية في مثل هذا الوضع». مروض فرسان النخيل أشار إلى أن اتحاد طنجة أغلق جميع المنافذ، حيث وضع متاريس على مستوى خطي الدفاع والوسط، مما أعاق بناء العمليات الهجومية لفريقه، لكن قمنا بتغييرات للحفاظ على التوازن داخل وسط الميدان وتأمين النتيجة، وبهذه المناسبة أحيي اللاعبين على تضحياتهم لأنهم قدموا مباراة جيدة وينبغي تدخل المسؤولين لإيجاد حلول لما يعيشه الفريق. في حين، قال مدرب اتحاد طنجة إنه نصح لاعبيه بامتصاص ضغط الفريق المراكشي، حيث اعتبر أن الهزيمة واردة في كرة القدم، وأن فريقه أدى ضريبة الأخطاء التي حصلت على مستوى التموقع داخل الملعب والتي استثمرها الكوكب. وأضاف بنشيخة أن فريقه خاض نزالا قويا ضد فريق كبير من قيمة الكوكب، وأنه طيلة 90 دقيقة قدم مباراة في المستوى العالي، خاصة خلال الشوط الأول «الذي سيطرنا على تفاصيله، حيث سجلنا الهدف الأول وأضعنا هدفا كان سينهي المباراة، لكننا لم نفعل». وأضاف مدرب اتحاد طنجة أن الشوط الثاني عرف أداء كارثيا لفريقه، لأنه في خمس دقائق تم حسم المباراة بعد أن سجل الكوكب هدفين. وتابع بنشيخة: «أظن أن الهدف الذي سجله الكوكب هو الذي غير من المباراة/ وهي المرة الأولى التي ننهزم فيها بهذه الحصة، رغم أننا لعبنا بأربعة مهاجمين. أعتقد أننا حرمنا من ضربة جزاء، لكن عموما فريق الكوكب يستحق بدوره الانتصار.»