سؤال يطرح نفسه بقوة، إذا علمنا أن عمدة مدينة الدارالبيضاء عبد العزيز العماري، دعا لدورة استثنائية في خضم هذا الأسبوع، قصد المصادقة على ملحق يهم تدبير المطرح الجديد، و إضافة ستة أشهر أخرى في وجه مطرح مديونة،ليظل مستمرا إلى حين الانتهاء من تهيئة المطرح الجديد الذي تم اقتناؤه قبل سبعة أشهر، وهو المطرح الذي تبلغ مساحته 35 هكتارا، ومن المفروض أن يستجيب للمعايير البيئية الدولية، مع إنتاج الطاقة. ويعد هذا الملحق هو الثامن الذي يهم تمديد عملية استقبال مطرح مديونة لنفايات العاصمة الاقتصادية ،وكانت قد عُقدت قبل أشهر دورة للتوقيع على الملحق السابع لذات الغرض، ووعد العمدة البيضاويين أنه سيكون آخر ملحق تتم المصادقة عليه بعد ما بشر البيضاويين بأن مجلس المدينة قد اقتنى العقار الموعود لإقامة المطرح الجديد. في مقابل هذا كله، أعلن مسؤول شركة»إيكوميد»المكلفة بتدبير نفايات مطرح مديونة ،وهي ذات الشركة التي ستقوم بتدبير مطرح النفايات الجديد، الذي سيقام على تراب منطقة المجاطية، أن عملية تهييء المطرح الجديد بالمواصفات المطلوبة يتطلب على الأقل مدة لا تقل عن عشرة أشهر. والغريب أنها إلى حدود الآن لم تتوصل بالتراخيص الإدارية قصد مباشرة الأشغال التي تهم عملية التهييء من لدن السلطات الترابية لمنطقة المجاطية . أمر يدعو للاستغراب حقا، ويفتح باب التأويل على مصراعيه، أولا كيف لا تنسق السلطات والمسؤولون الترابيون لتوفير هذه التراخيص ،خاصة إذا علمنا أن مطرح مديونة قد استنفد طاقته الاستيعابية،وذلك بشهادة المسؤولين الذين صرحوا بالأمر في مناسبات رسمية عديدة ؟ وكيف يصادق مجلس المدينة على تمديد عملية استقباله للنفايات لمدة ستة أشهر وصاحب الشركة المدبرة يقول بأنه يلزم عشرة أشهر لتهييء المطرح الجديد؟ مطرح مديونة كان من المفروض أن يغلق في سنة 2015، لكنه مازال مفتوحا وعملية اقتناء عقار 35 هكتارا كانت عسيرة والشركة المدبرة Œإيكوميد˜ سبق ورفعت دعوى قضائية ضد مجلس المدينة، مطالبة بمستحقات لم تتوصل بها، تفوق 8 ملايير سنتيم، وهي ذات الشركة التي ستدبر المطرح الجديد. من باب المعرفة فقط، فإن شركة Œإيكوميد˜ قامت في ظرف سنة واحدة بمدينة مراكش بإغلاق المطرح القديم وفتحت مطرحا جديدا يستجيب للمعايير البيئية وينتج الطاقة ،فلماذا استعصى عليها الأمر في الدارالبيضاء؟ بعض المصادر أوضحت لنا بأن الأمر مقصود، وبأن هناك أطرافا ليس في صالحها إغلاق المطرح القديم ،خصوصا إذا قمنا بإطلالة على الحياة التي يحتضنها المطرح بعيدا عن أنظار الجميع، إذ يعد المطرح ممونا لسوق البلاستيك وŒالنفايات القابلة لإعادة الاستعمال كما أن مصادرنا أكدت بأن الأتربة والنفايات غير المضمنة في دفتر تحمل شركات النظافة، تدر على بعض الأطراف الملايين من الدراهم يوميا.