من المتوقع أن تكون رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي قد بدأت أمس الجمعة في توزيع طلب المغرب القاضي بالانضمام إلى المنظمة الإفريقية والذي تسلمته منذ 22 شتنبر الماضي، على مجموع الأعضاء. وفي هذا الإطار، أفاد بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون بأنه عقب الاتصال الهاتفي بين جلالة الملك والرئيس التشادي إدريس ديبي إتنو، الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، بخصوص توزيع الطلب المغربي للانضمام إلى المنظمة الإفريقية، أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار، الخميس، مباحثات مع نكوسازانا دلاميني زوما، رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي، وأضاف البلاغ أن زوما أفادت بأن طلب المغرب سيتم توزيعه على مجموع أعضاء الاتحاد الإفريقي ابتداء من يوم الجمعة 4 نونبر. ومعلوم أن دلاميني زوما، رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي، وهي من جنوب إفريقيا، معروفة بمساندتها للبوليساريو، ومن المناهضين لعودة المغرب إلى المنظمة الإفريقية، وهو ما يفسر التلكؤ في توزيع الطلب المغربي على الدول الأعضاء بعد أزيد من شهر من تقديمه بشكل رسمي، إلى أن تدخل جلالة الملك لإعادة الأمور إلى نصابها حتى يتخذ الطلب المغربي مساره الطبيعي. وكان طلب عودة المغرب لاسترجاع مكانته الطبيعية ضمن المنظمة الإفريقية قد أثار بلبلة في أوساط خصوم الوحدة الترابية المغربية خصوصا بعد الصدى الكبير الذي خلفه هذا القرار سواء على الصعيد القاري أو الدولي. وكان جلالة الملك قد وجه في يوليوز الماضي رسالة إلى القمة ال 27 للاتحاد الإفريقي التي احتضنتها العاصمة الرواندية كيغالي والتي أكد فيها أن Œالوقت قد حان˜ كي Œيسترجع المغرب مكانته الطبيعية، ضمن أسرة الاتحاد الإفريقي˜. وقال جلالة الملك في الرسالة التي قوبلت بتأييد أغلب أعضاء الاتحاد الإفريقي «Œإن أصدقاءنا يطلبون منا، منذ أمد بعيد، العودة إلى صفوفهم، حتى يسترجع المغرب مكانته الطبيعية، ضمن أسرته المؤسسية. وقد حان الوقت لذلك»˜.وأضاف جلالته أنه Œمن خلال هذا القرار التاريخي والمسؤول، سيعمل المغرب من داخل الاتحاد الإفريقي، على تجاوز كل الانقسامات.˜ واعتبر جلالة الملك أن Œقرار العودة، الذي تم اتخاذه بعد تفكير عميق، هو قرار صادر عن كل القوى الحية بالمملكة˜، مضيفا أن زمن الأيديولوجيات قد ولى، Œوصارت شعوبنا في حاجة للعمل الملموس˜. وأبرز جلالة الملك في هذا السياق أن Œالجغرافيا لا يمكن تغييرها، كما لا يمكن التنصل من ثقل التاريخ˜. مضيفا أنه من هذا المنطلق، Œلا يمكن للمغرب أن يظل خارج أسرته المؤسسية، ولا بد له من استعادة مكانه الطبيعي والشرعي داخل الاتحاد الإفريقي˜. وأشار جلالته إلى أنه Œبفضل تحركه من الداخل، يمكن للمغرب أن يساهم في جعل منظمة الاتحاد الإفريقي أكثر قوة، تعتز بمصداقيتها، بعد تخلصها من مخلفات الزمن البائد˜، مسجلا أن Œالرهان الذي يتعين على قارتنا ربحه اليوم، بعد مرور أكثر من عقد من الزمن على ميلاد الاتحاد الإفريقي، هو رهان الوحدة والتماسك بين أفراد عائلتنا الكبرى˜. وأوضح جلالة الملك أن المغرب، رغم انسحابه من منظمة الوحدة الإفريقية، فإنه لم يغادر أبدا إفريقيا؛ وإنما انسحب، سنة 1984، في ظروف خاصة، من إطار مؤسساتي قاري، مشيرا إلى أن العلاقة الوشيجة التي تربط المغرب بإفريقيا Œتفسر الشعور المشروع، بأنه من المؤلم أن يتقبل الشعب المغربي الاعتراف بدولة وهمية˜.