كشف مصدر محلي في محافظة نينوى، الاثنين 24 أكتوبر، أن «داعش» قام بتفخيخ الجسور الرابطة بين الساحلين الأيسر والأيمن للموصل، إضافة إلى الطرقات مع اقتراب القوات العراقية. وأكد المصدر أن غالبية مسلحي التنظيم انسحبوا إلى الساحل الأيمن الذي يتحصن فيه لمعركته النهائية، مشيرا إلى أن «داعش» بات يعلم أن القوات الأمنية اقتربت من مركز المدينة. وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن التنظيم وضع ثلاثة خطوط صد وفخخ عددا من السيارات التي سرقها من الأهالي، بالإضافة إلى الاعتماد على الأطفال في تفجيرات انتحارية. وكان قائد جهاز مكافحة الإرهاب في العراق، الفريق الركن عبد الغني الأسدي، أكد، الاثنين، أن القوات الأمنية باشرت بتطهير مناطق مهمة باتجاه مدينة الموصل، وأوضح أنها على مسافة 5 إلى 6 كم عن المحيط الخارجي للمدينة. وتواجه القوات العراقية التي تواصل تقدمها باتجاه مدينة الموصل شمال العراق، مقاومة شرسة من تنظيم «داعش» على الرغم من تكثيف الضربات الجوية التي ينفذها التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة ضده. وتواصل القوات الحكومية والبيشمركة الكردية تقدمها من محاور عدة باتجاه المدينة، فيما يستخدم مسلحو «داعش» في دفاعهم عن آخر أكبر معاقلهم في العراق، القذائف ورصاص القناصين والهجمات الانتحارية والكمائن. وحاول المسلحون تحويل الأنظار عن خسائرهم في محيط الموصل، من خلال شن هجمات في مدن أخرى في البلاد، وآخرها بلدة الرطبة، غرب العراق، على مقربة من الحدود العراقية الأردنية، بعد الهجوم على مدينة كركوك. وحققت قوات الشرطة نجاحا في المحور الجنوبي في اتجاه الموصل، وتقدمت سريعا من خلال السيطرة على قرية بعد أخرى وتواصل تقدمها شمالا بمحاذاة نهر دجلة. ومن الجانب الشرقي لمدينة الموصل، تخوض القوات العراقية معارك في بلدة قرقوش، أكبر بلدة مسيحية في البلاد، والتي فر سكانها قبل سنتين مع وصول التنظيم اليها. واقتحمت قوات الجيش مدينة قرقوش قبل ثلاثة أيام، إلا أن القوة المدرعة التي انتشرت في شوارعها تتعرض لقصف من داخل أحيائها، حسبما افادت به وكالة الأنباء الفرنسية. ومن المحور الشمال الشرقي، أحكمت قوات البيشمركة طوقا على بلدة بعشيقة التي يسيطر عليها التنظيم. وأعلنت تركيا التي تنشر قوات في قاعدة عسكرية قرب بعشيقة، تنفيذها قصفا مدفعيا على مواقع مسلحي «داعش» بناء على طلب قوات البيشمركة، إلا أن السلطات العراقية نفت مشاركة تركيا في عملية الموصل، لكن وكالة الأنباء الفرنسية أكدت القصف، مشيرة إلى أن نيران المدفعية انطلقت من القاعدة التركية مرات عدة. جدير بالذكر أن تنظيم «داعش» بدأ خلال الأشهر القليلة الماضية تغيير مواقعه إلى أماكن أخرى من أجل تجنب خسائر كبيرة في صفوفه مع تأكد الاستعدادات لبدء عملية الموصل، حيث أشار مسؤولون أمريكيون، خلال زيارة وزير الدفاع آشتون كارتر إلى العراق، إلى أن التنظيم قام بعمل حثيث في التحضير للدفاع عن المدينة. ويقدر التحالف الدولي عدد مقاتلي «داعش» في الموصل بين 4000 و 6000 عنصر، علما أن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، كان قد أعلن قبل عامين إقامة دولة «الخلافة» من أحد مساجد الموصل.