نشرت صحيفة «واشنطن بوست» تقريرا، تقول فيه إنه عندما ألقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خطابا الشهر الماضي، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، فإنه حمل مسؤولية الاحتلال الإسرائيلي على مدى الخمسين عاما الماضية للبريطانيين. ويورد التقريرنقلا عن عباس قوله خلال خطابه: «نعم، لقد مضى مائة عام على صدور وعد بلفور المشؤوم، الذي أعطى بموجبه البريطانيون دون وجه حق، أرض فلسطين لغير شعبها، مؤسسين بذلك لنكبة الشعب الفلسطيني، بفقدانه لأرضه ونزوحه عنها». وتلفت الصحيفة إلى أن عباس كان يشير إلى رسالة تعود إلى تشرين الثاني/ نوفمبر 1917، بعث بها وزير الخارجية البريطاني آنذاك، آرثر بلفور، إلى زعيم المجتمع اليهودي البريطاني وولتر روثتشايلد، التي ذكر فيها أن الحكومة البريطانية ستدعم «إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين». ويفيد التقرير بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سخر مباشرة من كلمات عباس، حيث وقف على منصة الأممالمتحدة بعد أقل من نصف ساعة، ليقول عن عباس: «إنه يجهز قضية سيرفعها ضد بريطانيا بسبب ذلك الإعلان من 1917، وهذا قبل ما يقارب المئة عام، هذا هو مثال للعيش رهينة للماضي». وتنوه الصحيفة إلى أن نتنياهو استمر في سخريته، قائلا: «فليرفع الفلسطينيون أيضا قضية ضد إيران بسبب (وعد كورش)، الذي سمح لليهود بإعادة بناء الهيكل في القدس قبل 2500 عام.. بل لماذا لا يرفع الفلسطينيون قضية جماعية ضد إبراهيم لشرائه قطعة من الأرض في الخليل، حيث دفن فيها آباء وأمهات الشعب اليهودي قبل 4 آلاف سنة؟ إنكم لا تضحكون.. نعم إنها بتلك المستوى من السخافة، يريد مقاضاة الحكومة البريطانية لوعد بلفور، هل يمزح؟ وهل يؤخذ هذا الكلام هنا على محمل الجد؟». ويعلق التقرير قائلا: «لو وضعنا المزاح جانبا، فإن وحدة استطلاعات الرأي والدراسات المسحية في جامعة النجاح الوطنية في نابلس، نشرت نتائج استطلاع قامت به حول مواقف الفلسطينيين من السلام وقيادتهم، أظهر أن الأكثرية تتفق مع عباس». وتذكر الصحيفة أنه تم سؤال 1362 فلسطينيا في الضفة وغزة، لا تقل أعمارهم عن 18 عاما، عما إذا كانوا يؤيدون أو يعارضون دعوة عباس لبريطانيا، بأن تتحمل المسؤولية التاريخية، قانونيا، وسياسيا، وماديا، وأخلاقيا، تجاه نتائج وعد بلفور، بما في ذلك تقديم الاعتذار للشعب الفلسطيني؛ لما حل به من نكبات ومآس وظلم. وبحسب التقرير، فإن نسبة 75% أجابت بالإيجاب، لافتا إلى أنه لدى سؤالهم عما إذا كانوا يرون أن بريطانيا هي المسؤولة عن النكبات التي ألمّت بالشعب الفلسطيني، أجابت نسبة 79% بالإيجاب. وتبين الصحيفة أن الاستطلاع سأل عن رأيهم بالنسبة للسلام، مستدركة بأنه رغم أن معظم المشاركين أيدوا المبادرات الدولية المختلفة، التي تشجع على مفاوضات بين القيادات الفلسطينية والإسرائيلية، سواء نظمتها فرنسا أو روسيا، إلا أن معظمهم رأى أن تلك الجهود لن تؤتي ثمارا. وتختم «واشنطن بوست» تقريرها بالإشارة إلى أن الاستطلاع سأل الفلسطينيين، عما إذا كانوا يؤمنون بمستقبل لاتفاقات أوسلو بين إسرائيل والفلسطينيين قبل أكثر من عقدين، فقال 74% منهم إنهم لا يعتقدون أن على السلطة الفلسطينية الالتزام بتلك الاتفاقات، مشيرين إلى أن «إسرائيل ليست ملتزمة بها».