استقطبت المباراة التي جمعت بين حسنية أكادير والرجاء البيضاوي جمهورا لا بأس به عدديا، حيث تبين في غياب أية معلومة موثوقة أن تعداده تجاوز عشرة آلاف متفرج، يبدو أن حوالي النصف منهم تنقل لتشجيع الرجاء. وقد أدار المباراة داكي الرداد من عصبة دكالة – عبدة، والذي تأرجح تحكيمه بين الصرامة والقسوة أحيانا،حيث أعلن عن 3 حالات طرد، اثنتان منها بعد بطاقة صفراء زائدة (سعد اللمطي من الرجاء والمهدي أوبيلا من الحسنية)، وثالثة مباشرة في حق جواد اليميق من الرجاء. المباراة في شوطها الأول عرفت تبادلا للهجمات بين فريقين يراهنان على اللعب المفتوح، مع امتياز للرجاء التي كانت عناصرها أكثر تنظيما، فيما اعتمدت الحسنية على رأسي حربة ( بامالك وألسيني). ولم تجد الكرات التي كان يرسلها لهذا التنائي العاطل كل من جلال الداودي وأوبيلا، وبالأخص بديع أووك، طريقا لخلق فرص حقيقية ما عدا فرصة للمترجي، وأخرى لأوبيلا، ثم فرصة أوضح ضاعت من ألسيني الذي لم يتوفق في التحكم في كرة مده بها أووك. مقابل هذا خلق الزوار فرصا محققة بواسطة بنحليب والحافيظي، الذي سيتمكن في حدود الدقيقة 42 من التوقيع على هدف السبق من هجوم قاده الكاروشي. وتلتها فرصة أخرى ضائعة من نفس اللاعب، أي الحافيظي، وتلتها كرة ثابتة نفذها الكاروشي بشكل جميل لكن قذفته أخطأت الإطار ببضع سنتيمترات. وخلال الشوط الثاني واصل الفريقان مبارتهما بنفس التشكيلة، وهو الأمر الذي كان في مصلحة الزوار الذين سيتمكنون في حدود الدقيقة الخمسون من التوقيع على هدف ثان، سيكون من ورائه زوهير الواصيلي الذي كان لوحده في الجهة اليسرى، وانفرد بالحارس لحمادي، ليتمكن من مضاعفة الحصة. وبمجرد تسجيل هذا الهدف بادر المدرب الأكاديري إلى إقحام كل من كريم البركاوي، وعبد الصمد رفيق، وسعد المورسلي كبدلاء لكمارا ألسيني وبامالك وبديع أووك. هذه التغييرات ستعطي دينامية أكبر لهجوم الحسنية، الذي سيستفيد من طرد سعد اللمطي الذي تلقى إنذارا ثانيا بعد لمسة متعمدة للكرة باليد. وفي حدود الدقيقة 59 سيعلن الحكم الرداد عن ضربة جزاء للحسنية ستتأتى فيما يبدو من موقف «شمتة» عقب توقف لاعبي الرجاء عن اللعب لإسعاف لاعب الحسنية سفيان طلال، وهو الأمر الذي لم تسلكه عناصر الحسنية، التي واصلت اللعب وحصلت على ضربة جزاء بعد إسقاط البركاوي من طرف الحارس الزنيتي. ضربة الجزاء هذه سيتكلف بتنفيذها بهدوء وثقة كبيرة جلال الداودي، ليعطي لفريقه هدفه الأول (د.61). وبعد بضع دقائق من هذا الهدف سيتمكن البركاوي من إضافة هدف ثان، وذلك من تمريرة مده بها الداودي (د.69). وكاد نفس اللاعب أن يوقع هدف التقدم من قذفة قوية اصطدمت ببراعة الحارس أنس الزنيتي (د.75). وقد كانت نهاية المباراة بين الفريقين مثيرة وجد ساخنة، بحيث عرفت طرد كل من جواد اليميق والمهدي أوبيلا اللذين تشاجرا، ليقرر الحكم الرداد طرد الأول بشكل مباشر وإنذار الثاني وهو الإنذار الزائد، الذي سيؤدي إلى طرده لتنتهي المباراة بالتعادل الإيجابي بين الطرفين، والذي كان أكثر في مصلحة الحسنية، وشكل كذلك نتيجة مرضية، بل ومريحة، لمصالح الأمن التي عاشت يوما مرهقا ابتدأ من الساعة 9 صباحا، وامتد لما بعد الساعة السابعة مساء لضبط أية انفلاتات. لكن الأمور فيما يبدو مرت في سلام. وكان لنتيجة المباراة دور في هذا الوضع.. المريح طبعا.