بعد التصريح الذي نشرته الجامعة والتي سرّبت من خلاله تصريحا لمدرب الفريق الوطني هيرفي رونارد والذي أوضح بأنه تلقى عرضا من الإتحاد الصيني لكرة القدم للإشراف على تدريب المنتخب الصيني لكرة القدم، إلى جانب محاولة الإتحاد الجزائري لكرة القدم فتح قنوات التفاوض معه من أجل تولي مهمة تدريب المنتخب الجزائري . وأضاف بأنه يحترم العقد الذي يربطه بالجامعة، و أنه مازال و سيظل يباشر مهامه كناخب وطني للمنتخب الوطني الأول والمنتخب الوطني للاعبين المحليين إلى جانب الإشراف على المنتخب الوطني الأولمبي بالتنسيق الكامل مع الإدارة التقنية الوطنية، كذّب محمد روراوة رئيس الجامعة الجزائرية ما جاء في بلاغ الجامعة المغربية قائلا «ليس من عادتي الاتصال بمدربين مرتبطين»، واصفا تصريحات «رونار» ب»غير المسؤولة». وذهب إلى حد نعت «رونارد» ب «الكاذب الذي أقدم على سلوك غير مسؤول وغير مقبول». وأضاف بأنه لم يهتم برونارد « رغم مناشداته واستبساله في الكواليس لخلافة مواطنه «كريستيان غوركوف»، وتجاهله إثر علمه ب «نزواته» مع اللاعبين في العلب الليلية. كما وصف ما جاء في بيان الجامعة المغربية ب»الأكاذيب الخطيرة». وأشار بيان للجامعة الجزائرية لكرة القدم أنها لم تربط أي اتصال بهذا المدرب، مشيرة إلى أنها لم تفكر في هذا الأمر حتى عندما كان هذا الأخير عاطلا وبدون عمل. إلى هنا والأمر عادي، لكن المثير فيه، هو خروج الصحافة الجزائرية بخبر تفيد من خلاله بأن مدرب الفريق الوطني المغربي نفى ما نُقل على لسانه، وأشارت إلى أنه صرح على أنّه لم يتلق أي اتصال من الجزائر لتدريب منتخبها الوطني، وأن ما تردّد يدخل في خانة «سوء التفاهم»!. ولم يقتصر الموضوع على الصحافة الجزائرية فقط، بل إن صحيفة «ليكيب» الفرنسية المتخصصة نسبت إليه قوله : «كل حديثي كان عن إحساسي الجيد بنفسي في المغرب. كان هناك الكثير من الضجيج حول اتصالات مع الجزائر، لكني أرفض السماح بتداول حيثيات خاطئة، لأنّه لم يحصل أي شيء.. سوء تفاهم مرير، لذا ليس من العقلاني الحديث عن سلوك غير مسؤول، خصوصا مع الأبعاد التي أخذها الموضوع.. مهمتي حاليا في المغرب، ولم يكن لدي أي اتصال مع الجزائر، هذا أمر واضح جدا». وأشارت تقارير صحفية جزائرية إلى أن ترويج هيرفي رونارد لهذا الخبر، مرده إلى حلمه بتدريب المنتخب الجزائري، و»عمد إلى نشر مثل هذه الإشاعات نكاية وانتقاما من رئيس الجامعة الجزائرية، الذي تجاهله سابقا مفضلا عليه مواطنه كريستيان غوركوف». نحن اليوم أمام ثلاث تصريحات، الأول للجامعة التي نشرت خبر اتصال الجزائر بهيرفي رونارد الذي أكد بدوره الخبر، والثاني للمدرب نفسه ينفي من خلاله أي اتصال بينه وبين محمد راوروة، والثالث لهذا الأخير الذي أصر على انعدام أي اتصال بالمدرب الفرنسي. إذن، من نصدق؟ ومن الكاذب ومن يقول الحقيقة؟ ومن له مصلحة في ترويج مثل هذه الأخبار في وقت حساس من المنافسات المؤهلة لكأس العالم ومع اقتراب نهائيات كأس إفريقيا للأمم بالغابون؟ ولماذا يعيش الفريق الوطني نفس السيناريوهات في مثل هذا التوقيت بالذات؟ وكيف نثق في جامعة لا تستقر عل حال؟ نحن على يقين أن الموضوع سينسى كما تم نسيان العديد من « الفضائح» ولن تنكشف حقيقة ما وقع ومن كان وراءها وما الغاية منها، لأننا «نجهل» حقيقة من يسيّر جامعة الكرة ومن يحرك خيوطها من وراء الكواليس. فهل تملك الجامعة الجرأة هذه المرة لتوضيح ما وقع، على الأقل، لإزالة الشكوك ولتطمئن قلوبنا.