مكنت عملية أمنية مشتركة بين المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني والمصالح الأمنية الاسبانية، من تفكيك شبكة إرهابية ينشط عناصرها على ضفتي البحر الأبيض المتوسط. وقد أكدت هاته العملية أن التعاون الأمني بين الرباطومدريد مستمر من أجل مواجهة مخاطر زعزعة الاستقرار في المغرب وإسبانيا. وكشفت مصادر أمنية مغربية أن التنسيق الاستخباراتي بين كل من مدريدوالرباط، مكن في وقت متزامن، من تفكيك شبكة إرهابية تتكون من أربعة مغاربة موالين لما يسمى بتنظيم «الدولة الإسلامية»، تنشط في المملكتين الجارتين. واكتفت المصالح الأمنية المغربية بالقول إن التحريات الأولية أظهرت أن المغربيين المواليين لما يسمى بتنظيم «الدولة الإسلامية» الموقوفين بكل من مدينتي تطوان والفنيدق على صلة وثيقة بمقاتلين ينشطون بالساحة السورية العراقية، في إطار التنسيق لاستقطاب وإرسال متطوعين للجهاد بصفوف «داعش». وكشفت مصادر إعلامية إسبانية، استنادا إلى معلومات أمنية، أن المركز الوطني الإسباني للاستخبارات، نفذ عملية أمنية تنسيق مع نظيره المغربي، أفضت إلى اعتقال عنصرين من هذه الخلية الإرهابية في الجزيرة الايبيرية يعيشان في كل من مدينة سبتةالمحتلة ومدينة «إليكانتي» الإسبانية، يبلغان من العمر حوالي 34 و38 سنة. وأوضحت ذات المصادر، أن تفكيك هذه الخلية الإرهابية، يندرج في إطار الشراكة الأمنية الاستراتيجية بين البلدين، في سياق مواجهة المخاطر الإرهابية المتنامية، والمساهمة الفعالة في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، تم بتنسيق ما بين المركز الوطني الاسباني للاستخبارات والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، منذ وقت سابق، حينما سجلت المنطقة قبل عامين سلسلة من الالتحاقات بصفوف «داعش» في سوريا والعراق. ويقيم المغرب وإسبانيا، التي رفعت منذ سنة 2015 من تأهبها في مواجهة خطر الإرهاب إلى الدرجة الرابعة، تعاونا مبنيا على تبادل مستمر للمعلومات قوامه الثقة، وتنظيم عمليات مشتركة ومتزامنة، مكنت من تفكيك عدد من الخلايا الإرهابية، بما فيها تلك التي تنشط على الخصوص في تجنيد وإرسال مقاتلين إرهابيين أجانب إلى بؤر التوتر. وكانت معلومات استخباراتية توصل بها المركز الوطني الإسباني للاستخبارات، أشارت سنة 2014 إلى وجود تحركات مشبوهة لعدد من المغاربة المقيمين في اسبانيا، التي اعتقلت 150 إرهابيا منهم 30 بتنسيق مع الأجهزة الأمنية لبلدان أخرى، مما جعلها تتبع المغربيين عضوي الشبكة الإرهابية المفككة اللذين سبق وأن التحقا بكتائب ما يسمى بتنظيم «الدولة الإسلامية» في الميدان على الأراضي السورية و العراقية. وكشفت التحريات الاستخباراتية في المملكتين الجارتين أن عناصر الشبكة الإرهابية المفككة ينشطون بالأساس في تجنيد موالين جدد لما يسمى بتنظيم «الدولة الإسلامية»، وكذا العمل على إرسال مقاتلين إرهابيين أجانب إلى بؤر التوتر خاصة سوريا والعراق. وأشارت ذات المصادر إلى أن خطورة الشبكة الإرهابية المفككة تكمن، بناء على التحريات الاستخباراتية المنجزة في تنسيق ما بين المصالح الأمنية المغربية والاسبانية، بالأساس في استعداد عناصرها التوجه إلى مناطق النزاع وكذا تنفيذ عمليات إرهابية سواء في بؤر التوتر او في بلدان اقامتهم. وبالموازاة، أعلنت وزارة الداخلية الاسبانية، الثلاثاء، عن القبض بخيخون وسان سيباستيان (شمال إسبانيا) على شخصين من جنسية مغربية، يحمل أحدهما الجنسية الإسبانية، بتهمة تمجيد والدعاية على الإنترنت لصالح تنظيم «داعش» الإرهابي. وأوضح بلاغ للداخلية أن الموقوفين، «كانا عنصرين هامين» في شبكة للدعاية ل»داعش»، مشيرا إلى أنهما طورا نشاطا مكثفا للتلقين والنشر على الانترنت يتضمن محتويات تحرض على ارتكاب أعمال إرهابية. وتابع المصدر ذاته أن «المشتبه بهما كانا ضمن هيكل تابع لداعش، عقب انضمامهما إلى هذا التنظيم الإرهابي طوعا»، مضيفا أن الموقوفين أعلنا على شبكات التواصل الاجتماعي انتماءهما لما يسمى بتنظيم «الدولة الإسلامية».