قالت صحيفة «ديلي تلغراف» إن تنظيم الدولة بدأ يخسر مواقعه، في الوقت الذي بدأت فيه قوات التحالف التحضير للهجوم النهائي على مدينة الموصل. ويشير التقرير إلى الخسائر الاستراتيجية «غير المسبوقة» للتنظيم، بحسب ما أظهرته دراسة أعدها مركز «آي إتش أس كونفليكت مونيتور»، في وقت تحضر فيه قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة للهجوم على معقله الأهم في الموصل، وعلى بلدة دابق، ذات البعد الرمزي في سوريا. وتورد الصحيفة نقلا عن الدراسة قولها إن الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم قد تقلصت خلال الأشهر التسعة الماضية بنسبة 16%، في وقت بات فيه الضغط المتزايد على الجهاديين يحرمهم من المكاسب التي حققوها في عام 2014. وينقل التقرير عن المحلل البارز ورئيس «آي إتش أس كونفليكت مونيتور» كولومب ستراك، قوله: «خسائر التنظيم منذ تموز/ يوليو تظل متواضعة في حجمها، لكنها غير مسبوقة من الناحية الاستراتيجية»، وأضاف ستراك أن «خسارة المناطق الحدودية المهمة له للتهريب من وإلى تركيا قيدت قدرته على تجنيد أعداد جديدة من المقاتلين الأجانب، فيما تخطط الحكومة العراقية للقيام بهجوم على الموصل». وتلفت الصحيفة إلى أن محللين قالوا إن تنظيم الدولة خسر 1080 ميلا مربعا من أراضيه في تموز/ يوليو، ولم يعد يدير إلا 25 ألف ميل مربع، وهي منطقة تعدل حجم سريلانكا، مشيرة إلى أن حجم الأراضي في بداية عام 2015 كان 35 ألف ميل مربع، أي ثلث الأراضي السورية والعراقية. ويفيد التقرير بأن خسارة الأراضي أدت إلى زيادة الضغط على التنظيم وعلى عدة محاور، ففي سوريا يقوم طيران التحالف الدولي بقصف مواقع التنظيم في الشمال والشرق، فيما يقوم المقاتلون الأكراد والقوات التركية بشكل منفصل بعمليات على الأرض، لافتا إلى أن المسؤولين الأمريكيين في العراق يتوقعون بداية العملية ضد تنظيم الدولة في الموصل في وقت متأخر من هذا الشهر. وتنوه الصحيفة إلى أن التنظيم خسر في آب/ أغسطس مدينة منبج، التي عرفت بلندن الصغيرة؛ نظرا لوجود عدد كبير من عائلات الجهاديين البريطانيين فيها، مشيرة إلى أن منبج كانت منطقة مهمة للتهريب، ولهذا خسر القدرة البشرية والإمدادات. وتختم «ديلي تلغراف» تقريرها بالإشارة إلى أن بلدة دابق، وإن لم تكن استراتيجية، إلا أن التنظيم سيقاتل عنها بشراسة؛ نظرا لموقعها الرمزي، وكونها ساحة للمعركة الأخيرة.