استغراب كبير أثارته التنقيلات الأخيرة التي همت مسؤولي بعض الأقسام بولاية مراكش . فإذا كان تنقيل مسؤول من قسم التعمير يبدو مفهوما، بالنظر للخروقات الكبيرة التي تعرفها المدينة والأزمة الاجتماعية التي خلقها ملف تنقيل أسر عناصر الجيش من الحي العسكري بما صاحبها من احتجاجات أعقبت مباشرة إعطاء جلالة الملك انطلاقة هذه العملية ، وإذا كان من المكن القبول بمبررات تبدو نظريا معقولة في ما يخص تنقيل المسؤول عن قسم الشكايات ، فإنه من المستغرب حقا بالنسبة لكل المتتبعين أن يشمل هذا القرار رئيس قسم الإعلام لحسن عيزابي علما بأن الرجل يُشهد له بانضباطه المهني واستقامته وابتعاده عن اية شبهة قد تمس بأدائه في القسم المذكور . ويعتبر المتتبعون أن طبيعة هذه التنقيلات تثبت استمرار الارتباك في التدبير الإداري لولاية مراكش و اقسامها منذ الأزمة التي أعقبت الانتخابات الجماعية لسنة 2009 وإعفاء الوالي السابق لمراكش منير الشرايبي، استجابة لضغط حزب الأصالة والمعاصرة على خلفيات الحكم الابتدائي الذي أصدرته إدارية المدينة والقاضي بإبطال فوز رئيسة المجلس الجماعي في الانتخابات المذكورة . وهو الارتباك الذي كان من أجلى مظاهره الإبقاء على بعض ممن يتحملون مسؤولية في سوء التدبير الذي تعمقت جراءه الاختلالات و الخروقات وتعزيز نفوذهم وإبعاد كفاءات أخرى تستحق العكس .