أكد الفريق سيرغي رودسكوي رئيس إدارة العمليات لدى هيئة الأركان العامة الروسية أن واشنطن وفصائل المعارضة السورية لم تنفذ أي بند من بنود اتفاق جنيف الأخير حول الهدنة في سوريا. وفي حديث أدلى به الاثنين 19 سبتمبر قال: الأهم بين الالتزامات التي لم تنفذها الولاياتالمتحدة و»ما يسمى بالمعارضة السليمة الخاضعة لها»، عدم الفصل ما بين المعارضة المعتدلة و»جبهة النصرة»، فيما الأنكى من ذلك أننا شاهدون على انصهار فصائل المعارضة المعتدلة و»جبهة النصرة» في بوتقة واحدة وتحضيرهما معا لهجمات مشتركة. وأضاف: وردا على اتهامات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الباطلة حول قصف الطيران السوري العشوائي، أؤكد أنه لا الطيران السوري ولا الطيران الروسي لم يستهدف طيلة أسبوعين أي منطقة شملتها اتفاقات جنيف، ولم يبرز أحد لنا أي دليل يثبت هذه الادعاءات. وأكد أن الجانبين السوري والروسي قد نفذا جميع التزاماتهما في إطار اتفاقات جنيف التي لم تفصح عنها روسيا حتى الآن تلبية لطلب من واشنطن، معتبرا أنه لا جدوى من التزام دمشق وحدها بالهدنة، فيما يخرقها المسلحون. وأعاد إلى الأذهان أن الجيش السوري من جهته، سحب آلياته ومعداته الثقيلة من محيط الكاستيلو وعاد مرتين، إثر استفزازات المسلحين. وأشار إلى أن المشاكل التي تعرقل وصول المساعدات الإنسانية إلى شرق حلب ناجمة عن عدم انسحاب فصائل المعارضة الخاضعة للولايات المتحدة عن محيط الكاستيلو، وتخلفها عن تجهيز الحاجز المتفق عليه على طريق الكاستيلو وتسليمه للهلال الأحمر السوري كما نصت اتفاقات جنيف. وذكر في هذه المناسبة أن الجانب الروسي قد جهز حاجزا غرب الكاستيلو وسلمه للهلال الأحمر السوري، لإتاحة عبور المساعدات الانسانية والسيارات المدنية. وأشار إلى أن المعارضة قد انتهكت الهدنة 300 ومرتين منذ سريانها، وقتل 63 مدنيا وأصيب 252 آخرون، فيما بلغ عدد قتلى الجيش السوري 153 عسكريا، كما سقط 10 مدنيين في حلب في الساعات ال24 الماضية جراء قصف المسلحين. وفي التعليق على دور الولاياتالمتحدة، اعتبر أنه لا تتوفر لدى واشنطن أي أدوات للضغط على المعارضة المعتدلة المسلحة، وليست على أدنى دراية بالوضع في سوريا، وأن الضربة الجوية التي نفذها التحالف الدولي مؤخرا لمواقع الجيش السوري خير شاهد على ذلك. مساعدات إنسانية أممية إلى سوريا وعلى صعيد الوضع الإنساني في سوريا، أعلن رئيس مركز المصالحة في سوريا الفريق فلاديمير سافتشينكو الاثنين 19 سبتمبر/أيلول، أن سبع قوافل محملة بالمساعدات الإنسانية سوف تتوجه إلى سوريا في القريب، مشيرا إلى أن جميع الموافقات السورية اللازمة قد أرسلت إلى الأممالمتحدة لإتاحة إيصال المساعدات إلى سوريا لمحتاجيها في المعضمية ودوما وزملكا والزبداني في ريف دمشق، وإلى الفوعة وغيرها في محافظة إدلب. ومن جهته قال الرئيس السوري بشار الأسد، إن قصف التحالف الدولي للجيش السوري يعتبر دعما للإرهاب. وأشار الرئيس السوري خلال لقاء مع حسين جابر أنصاري، مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، إلى أن دعم الدول المعادية لسوريا للتنظيمات الإرهابية يزداد طرديا مع تمكن دمشق من تحقيق تقدم ملموس سواء على الصعيد الميداني أو على صعيد المصالحات الوطنية. وأعطى الأسد مثالا حيا على دعم التحالف الدولي للجماعات الإرهابية مذكرا بالغارات الأمريكية على أحد مواقع الجيش السوري في دير الزور لمصلحة تنظيم «داعش» الإرهابي، ولفت الرئيس الأسد إلى أهمية الدعم الذي تقدمه إيرانوروسيا والدول الصديقة الأخرى في تعزيز صمود الشعب السوري في مواجهة الحرب الإرهابية التي يتعرض لها. من جانبه أكد أنصاري أن إيران مصممة على المضي بتقديم كل الدعم الممكن لسورية في حربها المصيرية ضد الإرهاب مشيرا في الوقت نفسه إلى أن ما يميز العلاقات الراسخة بين سورية وإيران هو أنها لا تقوم فقط على المصالح المشتركة لشعبي البلدين بل على رؤى مشتركة وقراءة سياسية واعية للمخاطر التي تحدق بجميع شعوب المنطقة وفي مقدمتها الإرهاب والتطرف. واتفق الجانبان على أهمية تعميق التنسيق الثنائي والتعاون بين مسؤولي البلدين وتشكيل لجنة ثنائية بين وزارتي الخارجية لعقد اجتماعات دورية بهدف العمل على تحقيق الأهداف الاستراتيجية المشتركة خلال المرحلة المقبلة.