الأغلبية الساحقة من مسلمي فرنسا منفتحون ويقبلون الاختلاط بين النساء والرجال و92.5 في المئة يقبلون ان تعالجهم طبيبة،و88 في المئة يقبلون مصافحة امرأة والربع من هؤلاء الذين شملتهم الدراسة لهم ممارسة متشددة لديانة. هذه اهم خصائص دراسة قامت بها مؤسسة مونتين ( حلقة تفكير فرنسية ذات توجه ليبرالي)ونشرتها جريدة «لوجورنال دوديمانش» في نهاية الأسبوع الماضي .وأثبتت هذه الدراسة انه يوجد بين 3 و4 ملايين من المسلمين بفرنسا، وحاولت هذه الدراسة معرفة علاقتهم بالإسلام،مع المجتمع ومع السياسة. تمت هذه الدراسة ما بين شهري ابريل وماي 2016 ومست 1029 شخصا قالوا انهم مسلمون او ذووا ثقافة إسلامية وقد اختيروا من عينة تبلغ 15 الف ولهم اكثر من 15 سنة. ما ميز هذه الدراسة أيضا انها وصلت الى ان اكثر من ربع مسلمي فرنسا متشددون في ممارستهم للعقيدة، وهو ما اثار جدلا حول ما معنى التشدد لدى هذه الفئة، وقد علق أنور كبيبيش وهو رئيس المجلس الفرنسي لديانة الإسلامية بالقول «هذا الرقم لا علاقة له بالواقع، ولا يمكننا القول اليوم ان مسلم من بين ثلاثة و له ممارسة متشددة وفي قطيعة مع الجمهورية» وأضاف ان يمكننا الحديث عن بعض الحالات من الشباب الذين تأثروا ببعض الأفكار المتشددة لكن ذلك يبقى مقتصرا على أقلية صغيرة بين مسلمي فرنسا.» وقد خلص الاستطلاع الى وجود اغلبية تمارس الديانة الإسلامية في تناغم مع المجتمع العلماني الفرنسي ومؤسساته وتبلغ هذه الفئة حسب الدراسة 46 في المئة.كما بين الاستطلاع ان 70 في المئة من مسلمي فرنسا يأكلون لحم الحلال. وابرز الاستطلاع أيضا وجود فئات محافظة كذلك،فقد أعلن 65 في المئة الملتزمون بالفرائض او التقاليد انهم مع ارتداء الحجاب وعبر 60 منهم على ضرورة ترك الاختيار لمن يريد ارتداءه في المدارس والكليات. لكن القانون الفرنسي يمنع حمل الإشارات الدينية في هذه المؤسسات. ومن أهم المعطيات التي كشفتها هذه الدراسة أيضا حول مسلمي فرنسا أيضا هو ان 68 في المئة يعرفون المجلس الفرنسي لديانة الإسلامية وهي مؤسسة تمثلهم امام مؤسسات الجمهورية،ومن الأرقام المثيرة ان ثلث هؤلاء المسلمين لم يذهبوا قط الى مسجد،وثلث منهم يدخل المساجد اثناء الأعياد الدينية و29 في المئة يذهبون كل أسبوع في حين 5 في المئة فقط تذهب يوميا. هذه الدراسة عكست أيضا شباب هذه الفئة السكانية حيث يشكل المسلمون بفرنسا 10 في المئة من الذين تقل أعمارهم عن 25 سنة بفرنسا. وما ميز نتائج هذه الدراسة هو تشابه المسلمين مع باقي الديانات الأخرى في فرنسا من حيث الممارسة الشعائر الدينة وكذلك من حيث وجود اصوليين بينهم، إلا أن مفهوم الأصولية يبق نسببيا خاصة ان الدراسة وصلت الى ان ربع مسلمي فرنسا متشددون مما يترك الباب واسعا حول طريقة طرح الأسئلة على المستجوبين وما معنى التشدد في ممارسة دين ما؟ وهل التشدد يقتصر على الخطاب فقط ام هو ممارسة يومية.