بدأت حمى أنصار الوداد البيضاوي، تتصاعد في الأيام القليلة الماضية مع اقتراب أهم موعد في الموسم، وهو المواجهة المرتقبة أمام نادي الزمالك المصري في نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا. نصف النهائي الذي ينتظره أنصار النادي الأحمر والأبيض بشغف كبير، لمواصلة الحلم والوصول إلى النهائي، ولم لا معانقة اللقب والذهاب قُدُماً نحو العالمية بتمثيل القارة السمراء في كأس العالم للأندية اليابان. ومما لا شك فيه، أن طريق الوصول إلى نصف النهائي بالنسبة للوداد البيضاوي، كان شائكاً ومحفوفاً بالمخاطر في أدغال إفريقيا، فبعد التجاوز السهل لنادي نابس سبورت من مدغشقر في الدور ال 32، اصطدم الوداد البيضاوي في الدور ال 16 بحامل النسخة الماضية نادي تي بي مازيمبي الكونغولي. وهنا بدأت القصة الجميلة عندما فاز المغاربة بنتيجة 2 – 0 في الذهاب بمراكش، وانتقلوا للعب مباراة الإياب في لوبومباشي، التي تعادل فيها الفريقان 1 – 1 ليبدأ حلم الوداد يكبر شيئاَ فشيئاً. ومن بين النجوم الذين ساهموا في وصول الوداد البيضاوي إلى الدور نصف النهائي، الشاب رضى الهجهوج، مسجّلاً هدفين في الدور ال 32 وهدفاً في الذهاب وآخر في الإياب أمام حامل اللقب تي بي مازيمبي. وقال النجم المغربي لموقع الفيفا عن الأدوار الأولى وصعوبة اللعب في إفريقيا «وصولنا إلى هذا الدور من دوري أبطال إفريقيا لم يكن سهلاً، بما أننا مررنا على الأدوار التمهيدية قبل الدخول في مرحلة المجموعات. لقد مررنا بوضعيات صعبة ولعبنا مباريات مصيرية وكل المباريات كانت صعبة. قبل دور المجموعات كانت أصعب مباراة لعبناها في الكونغو الديمقراطية؛ كانت الأجواء صعبة للغاية أمام تي بي مازيمبي الكونغولي، سواء المناخية أو ضغط الجماهير، ورغم ذلك عدنا بالتأهل وبدأت القصة الجميلة.» بعد التأهل أمام حامل لعب النسخة الماضية، دخل نادي الوداد البيضاوي دور المجموعات، وأوقعته القرعة حينها أمام الأهلي المصري وأسيك ميموزا الإيفواري وزيسكو الزامبي. على الورق، لم يكن الوداد مرشحاً لتصدر المجموعة، ورغم ذلك حقّق المفاجأة واعتلى صدارة الترتيب أمام فرق عريقة. وعن دور المجموعات، قال الهجهوج « كانت المباريات صعبة أمام أندية إفريقية كبيرة. فبطبيعة الحال، كنا نتمنى كلاعبين أن يرافقنا النادي الأهلي إلى الدور نصف النهائي، لكي تكتمل الفرحة بالنسبة إلينا، لأنه فريق كبير وهو صاحب الرقم القياسي في التتويجات، لكن كرة القدم، اختارت فريق زيسكو الزامبي الذي كان الأفضل واستحق التأهل.» وأضاف «كنا نعلم منذ بداية الأمر أن المهمة لن تكون سهلة، لكننا آمنا بقدراتنا وحاولنا لعب مرحلة ما قبل المجموعات ثم مرحلة المجموعات بإرادة كبيرة، وهذا ما ساهم في تحقيقنا هذا التأهل وبلوغنا الدور نصف النهائي واحتلالنا المركز الأول في المجموعة.» وشاءت الأقدار أن يقع نادي الوداد البيضاوي في مواجهة عربية خالصة في نصف النهائي، عندما يلتقي مع الزمالك المصري في القاهرة اليوم الجمعة 16 سبتمبر، مع أفضلية اللعب في الإياب بالمغرب يوم 23 من نفس الشهر. وعن مباراة نصف النهائي قال الهجهوج «لم أتمن مواجهة الزمالك في نصف النهائي، بل تمنيت أن نواجههم في الدور النهائي لكي يكون النهائي عربيا خالصا. الكل يعرف أن النهائيات بين الأندية العربية تكون فيها الإثارة واللعب الجميل، لكن في هذا الوضع سيكون نصف النهائي كبيراً بين الوداد البيضاوي والزمالك المصري أو بالأحرى نهائي قبل الأوان.» حلم اليابان 2016 لا يكاد ينام لاعبو أو جماهير الوداد البيضاوي دون أن يحلموا بالتواجد في كأس العالم للأندية، ومواجهة أكبر أندية العالم، وهو الحلم الذي يراود رضى الهجهوج منذ دخول المنافسة القارية والتأهل فيها، حيث قال «بطبيعة الحال نحلم بالتتويج القاري والتأهل إلى كأس العالم للأندية، لأنها منافسة تجمع أكبر الأندية في العالم، على غرار فريق ريال مدريد. فنحلم بمواجهة هذا النادي الكبير، وهدفنا الأول يبقى إيصال فريق الوداد البيضاوي إلى العالمية من خلال التربع على عرش القارة السمراء والتتويج بدوري أبطال إفريقيا، لكننا الآن مطالبين بالتريث وعدم حرق المراحل والتركيز على ما ينتظرنا مرحلة بمرحلة.» ولأن الهجهوج لاعب شاب ووصل للتو إلى سن ال22، فيرى أن المشاركة في كأس العالم للأندية، وفي هذا السن بالذات، سيكون إنجازاً كبيراً. وقال بهذا الخصوص «كلاعب شاب سيكون أمراً رائعاً أن أشارك في كأس العالم للأندية في اليابان، فكل لاعب شاب يحلم بالوصول إلى هذه المنافسة. ولكن كما قلت لا يجب أن نحرق المراحل، وعلينا أولا وضع أرجلنا على الأرض والتركيز على نصف النهائي لبلوغ النهائي والتتويج بالدورة، وحينها يمكن أن نحقق حلمنا بلعب كأس العالم للأندية.» وقبل أن يختم المقابلة مع موقع الفيفا، تطرّق الهجهوج إلى أهداف الوداد البيضاوي هذا الموسم سواء المحلية أو القارية، وقال «ينافس الوداد دائماً على البطولة ولتحقيق الألقاب، لأنه فريق كبير ولا يقبل أبدا اللعب على الأدوار الثانوية. رغم أن المنافسة هذا الموسم ستكون قوية، بالنظر لمستوى الأندية الأخرى التي عزّزت صفوفها وحضّرت جيداً لانطلاق البطولة المغربية.» وأضاف»رغم رغبتنا في المنافسة على البطولة المغربية والتتويج بها، إلا أن الأهم بالنسبة لنا يبقى الذهاب إلى نهائي كأس دوري أبطال إفريقيا والتتويج بها لبلوغ كأس العالم للأندية اليابان. كل تركيز الوداد البيضاوي الآن هو البطولة القارية، وبعدها سنعود للتركيز على البطولة المحلية.»